نشعر بالإحباط من ما يحصل لنا طوال العام ونحن خارجون من موسم وداخلون في موسم آخر, فما أن ينتهي موسم الصيف والارتفاعات الجنونية في أسعار الشقق والأسواق والمطاعم, إلا ويأتي موسم رمضان بأسعاره غير المعقولة للمواد الغذائية والأقمشة والخياطين, وما أن ينتهي موسم رمضان, إلا ويأتي موسم الدراسة والمكتبات والمدارس الخاصة فتأخذ نصيبها منا, ويلحق بهم موسم الحج وإجازة الربيع, وكأن حياتنا عبارة عن مواسم موسم يذهب وموسم يأتي, ونحن صامدون أمام كل هذا السيل من المواسم. ومع دخول موسم شهر رمضان الكريم بدأت المراكز التجارية استعداداتها في اصطياد المتسوقين, من خلال العروض الرمضانية التي أعلنتها والحملات الترويجية التي أطلقتها, بتوزيع آلاف البروشرات في الأحياء السكنية والمجمعات التجارية, جذبا لهم واستدراجهم قبل شهر رمضان، إضافة إلى قيام عدد من المراكز التجارية الكبرى بوضع جوائز للمتسوقين باعتباره موسم تصريف جميع السلع، وزيادة الأرباح نتيجة ارتفاع حجم الإقبال والشراء في هذا الشهر الكريم, ولترويج السلع التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء، والتخلص منها في زحمة الشراء العشوائي الذي يقبل عليها الكثير من المواطنين قبل دخول الشهر الكريم. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التجارة في مراقبة الأسواق إلا أنها لا تستطيع وحدها ضبط الأسواق في مختلف المناطق والمحافظات لذا يجب أن تتعاون الأمانات والبلديات وجمعية حماية المستهلك إضافة إلى دور إمارات المناطق والمحافظات في تكثيف جهودها خلال هذه الفترة في ضبط أسعار المواد الغذائية وكبح ارتفاع العديد من السلع من خلال تحديد الأسعار ومراقبتها خاصة في هذه الفترة. فبعض التجار أبعد ما يكونون عن التفاعل الإيجابي مع المتغيرات العالمية للأسعار، فالسلعة التي يرتفع سعرها لايمكن أن تنخفض حتى ولو انخفضت من المصدر, فهمُّهم تحقيق أكبر قدر من الربح بغض النظر عن أي شيء, مع العلم أن التجار والشركات تستفيد من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الدولة للسلع الأساسية حرصاً منها على توفيرها بأسعار معقولة. كما أن على المستهلكين التروي في الشراء وعدم الاندفاع لشراء السلع الرمضانية دفعة واحدة حتى لا يمنحوا التجار والمراكز التجارية مبررات لرفع الأسعار، والقيام بشراء السلع الرمضانية على دفعات وبحسب الاحتياج الفعلي بدلاً من العشوائية التي تنعكس سلباً عليهم برفع أسعار السلع أكثر من قيمتها الحقيقية. t:@Sahfan_Press [email protected]