ماهي إلا أيام قلائل ويبدأ العام الدراسي الجديد, وبدأ قبله بأيام موسم العودة إلى المدارس وبدء الركض في الأسواق مرة أخرى لشراء متطلبات المدرسة, والذي يتطلب المزيد من الإنفاق والصرف, بعد ثلاثة مواسم أثقلت كاهل الناس وأرهقت ميزانيتهم, وهي موسم رمضان الكريم وموسم العيد وموسم الإجازة وكأن قدرهم أن يخرجوا من موسم ليدخلوا موسماً آخر لايستطيعون أن يلتقطوا فيه أنفاسهم أو يرتبوا أمورهم المالية . فأربعة مواسم متتابعة كل موسم أثقل من الآخر مادياً, يهز ميزانيتهم ويقضي عليها وخاصة أصحاب الرواتب الضعيفة والمتوسطة في ظل الارتفاعات المتواصلة في أسعار المواد الغذائية وإيجار الشقق وأسعار السيارات والملابس ورسوم المدارس الخاصة والمستلزمات المدرسية وارتفاع مصروفات الإجازة الصيفية وغيرها. وموضة المواسم التي تستمر طوال السنة, ابتدعها التجار بطريقة فيها من الذكاء والأنانية مايجعلهم يحققون أرباحاً في شهر واحد تفوق أرباح عام كامل, من خلال الحملات الترويجية والإعلانات والهدايا والتخفيضات الوهمية والمسابقات والجوائز في كل المناسبات التي تهم الناس, فيقبل الناس على الشراء بدون تفكير وبكميات كبيرة وبأسعار غير معقولة فيتخلصون من كل مالديهم من بضائع لم يستطيعوا تصريفها طوال العام وبأرباح مضاعفة. والمثير للدهشة أن الكثير من أصحاب المحلات التجارية أصبحوا يغيرون نشاطاتهم التجارية كما يغيرون ملابسهم, حسب الموسم ففي موسم الإجازة الصيفية والأعياد تجده يبيع الملابس والإكسسوارات, وفي موسم الدراسة يبيع الزي المدرسي والحقائب المدرسية والأحذية, وفي رمضان يبيع إكسسوارات المطبخ, وحتى المراكز التجارية الكبيرة دخلت في لعبة المواسم, ويأتي هذا التغيير والتنوع في النشاط التجاري تزامناً مع مختلف المواسم الذي تشهد فيه المحلات التجارية حركة بيع عالية نتيجة الإقبال المتزايد, وكأن لسان حال التجار يقول, أينما تتجهوا نحن أمامكم فلا تتعبوا أنفسكم وأخرجوا ماتبقى لديكم إن كان بقي لديكم شيء. ووزارة التجارة بالرغم مما تقوم به من محاولات جادة ومتعددة لكبح جماح التجار والحد من التلاعب بالمستهلكين وبالأسعار ومراقبة الأسواق, إلا إننا نجد التجار يسبقونها بخطوات في الوصول إلى المستهلكين وتصفية جيوبهم قبل وصولها اليهم. ياوزارة التجارة لقد تعبنا مما يجري لنا, فقد أصبحت أعمارنا لا تقاس بالسنوات التي نعيشها بل بالمواسم التي تمر علينا, فرفقاً بنا وابحثي عن طريقة لردع هؤلاء التجار الذين أخذونا لحما ولم يتركونا عظماً بل مازالوا يمزمزون علينا من موسم لآخر, فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. t:@Sahfan_Press [email protected]