تفاجأ هذه الأيام عندما تسير بسيّارتك في شوارع جدة بالزحام الشديد والتكدس المروري الذي تشهده كل الشوارع بدون استثناء، مع العلم أننا لسنا في وقت المواسم أو الإجازات، ويمتد طوال النهار وليس أوقات محددة للذروة كما يحدث في المدن الأخرى، حيث تكون أوقات الذروة فيها صباحًا أثناء خروج الطلاب للمدارس وبعد الظهر أثناء عودتهم، أمّا في جدة ففي كل وقت وفي كل شارع. وشهدت مدينة جدة في الفترة الماضية افتتاح الكثير من المشروعات الكبيرة من أنفاق وجسور لفك اختناقات المرور في الشوارع، ولكن -مع الأسف- هذه الاختناقات المرورية زادت وغطت كافة شوارع المدينة، ولم تعد قاصرة على فترة الإجازات والمواسم، على الرغم من الجهود التي تبذلها إدارة المرور في فك الاختناقات في الشوارع الرئيسة، وانتشارهم في معظم شوارع جدة لتسيير حركة المرور، إلاّ أن الازدحام المروري هو العنوان الرئيس لكافة شوارع جدة. فكيف سيكون حال الحركة المرورية في الأعوام المقبلة إذا كانت تجوب شوارع جدة الآن حوالى 1.25 مليون سيارة، ومن المتوقع أن تصل إلى مليوني سيارة عام 2020م حسب الدراسة التي أعدتها أمانة محافظة جدة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، حيث أوضحت الدراسة أنه في العام 2000م كان عدد السيارات في شوارع عروس البحر الأحمر نحو 75 ألف سيارة، لافتة إلى أن عدد الرحلات بالنسبة للفرد الواحد ستتضاعف في العام 2020م لتصل إلى عشرة ملايين رحلة، بينما كانت سبعة ملايين عام 2010م، وفي عام 2000م كانت نحو 5.1 مليون رحلة. من جهة أخرى توقّعت الدراسة ارتفاع ساعات السيارات عام 2020م إلى 6.5 مليون ساعة، فيما كانت عام 2000م 5.1 مليون ساعة، لافتة إلى أنه في عام 2020م ستنخفض سرعة المركبات إلى 18 كيلومترًا بسبب الازدحام وزيادة عدد المركبات. وأشارت الدراسة إلى أن الأمانة تسابق الزمن لإيجاد حلول بتنفيذ عدد من القطارات الخفيفة داخل المدينة ضمن خطتها لتنفيذ النقل العام والنقل بالحافلات لحل هذه المشكلة، ولكن لو افترضنا جدلاً أن الزمن سبقها ولم تُنفَّذ هذه الحلول، أو لم يتم الانتهاء منها، فما هي الحلول البديلة التي وضعتها الأمانة لتلافي هذه المشكلة؟! سؤال ينتظر الإجابة من أمانة محافظة جدة. t:@Sahfan_Press [email protected]