من ضمن مبادرات (الصّين) في القضاء على الفساد، والمحافظة على المال العام الحَدّ من استضافة المؤتمرات والمنتديات واللقاءات الخالية من المضمون، ومَنْع ما كان منها متشابهاً في موضوعاته، وكذا تقليص دَعَواتها. تلك المبادرة الصينيّة تذكرتها وتقارير إعلامية تحَدّثت عن توصيات تقليدية مكرورة خرج بها (مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس)، الذي اختتم في الرياض الأسبوع الماضي، مع تأكيد (صحيفة الوطن) على أن العديد من المَدْعُوّين لم يحضروا جلسات المؤتمر.!! وللعَدالة فممارسات (مؤتمر الأدباء)، ومخرجاته ما هي إلا أنموذج يتلبس الكثير من مؤتمراتنا وندواتنا وملتقياتنا الحِوَاراية التي تعقد سنوياً من مختلف المؤسسات الحكومية، حيث تتعدد مسمياتها، وتتماثل موضوعاتها؛ أما الهدف المسيطر فالحضور الإعلامي للجهة المنظمة، مع غياب الفئات المستهدفة؛ فإذا كانت مثلاً تناقش قضايا الشباب؛ لا يدعى لها ولا يشارك فيها إلا الكهول!! أيضاً قائمة المدعوين فيها تقريباً واحدة؛ فالمجموعة نفسها تتنقل من مدينة إلى أخرى، ومن مؤتمر إلى آخَر. أما قاعات النقاش فتبدو خاوية على عروشها إلا من بعض المنظمين، وقارئي أوراق العمل؛ أما بقية المدعوين فعلى سُرُرِهم نائمون في الفنادق الفاخرة، بعد أن سهروا الليل في اللقاءات الجانبية، أو في زيارات خاصة؛ فالمسألة عندهم (حَجّ وبِيْع سُبَح)! يختتم المؤتمر بتوصيات رَنّانَة، تبدأ وتنتهي بشكر الجهة المنظمة، (ينفضّ المَوْلِد)، ويغادر المدعوون إلى مؤتمر ثانٍ؛ أما التوصيات فحِبْر على ورق، تسكن المَلَفّات؛ لِتنتهي (الحفلة)، بملايين أهدرت من المال العام أو من الشركات الراعية على (لا شيء). وهنا وفي حضرة (رؤية المملكة 2030م) التي من أركانها تَرْشِيْد المصروفات هذه دعوة للإفادة من (التجربة الصينية) بتقليص عدد تلك الفعاليات، والاقتصار منها على العناوين التي تلامس حاجات الوطن والمجتمع، والعَمَل على تَفْعِيل توصياتها ببرامج تطبيقية؛ حتى لاتتكرر أصوات الاستياء والتّذمر من الميزانية الكبيرة ل (مؤتمر المحاكاة الصحية 2016م)، الذي نُظم قبل أيام، وما أعقبه من مطالبات نقلتها (صحيفة سَبْق الإلكترونيّة) بتحويل ما صُرف عليه لتطوير المستشفيات في المناطق النائية، وتنفيذ أنشطة تدريبية وتعليم مستمر للعاملين فيها. [email protected]