قال الضَمِير المُتَكَلِّم : اختتم في الرياض الأربعاء الماضي مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث ؛ ، ولا شك أن وزارة الثقافة والإعلام بذلت جهوداً في الإعداد والتنظيم والاستضافة ؛ ولكن ما برز في هذا المؤتمر المشاهد التالية: * العناوين وأوراق العمل المطروحة أغلبها تقليدية مَكْرُوْرَة يَغْلب عليها الطابع الأكاديمي ؛ ويبدو بعضها مُسْتَلاً من أبحاث أو رسائل علمية سابقة ! * تكرار المشاركين والمدعوين ؛ فالوجوه نفسها في المؤتمرات السابقة (حسب اطلاعي على ملفاتها) ؛ فهل لا يوجد من الأدباء والكفاءات السعودية إلا هؤلاء ؟ ومع الدعاء لهم بطول العمر لو ماتوا ؛ هل يتوقف الأدب وتنتهي المؤتمرات ؟. * كثير من المشاركين غابوا عن فَعَاليات الندوات وجلسة الإيوان المسائية ، واكتفوا بالنوم في الفندق أو التمشية في بَهْو مركز الملك فهد للمؤتمرات ؛ فلا توجد كثافة حضور وتَزَاحم إلا على البوفيه المفتوح ! * الأديبات والمثقفات الحاضرات كٌنّ أكثر حرصاً على الحضور والتفاعل مع الجَلَسَات والنّقاشات النقدية والأدبية ؛ ولكن قِلّة منهنّ أثرن ضجيجاً وفوضى في القاعات بأحاديث جانبية ؛ ولعلهنّ اعتقدن أنهنَ في جلسة الضُحى على الشاي والفِصْفِص ، والتّمِيز والكُرّاث ! * التوصيات ابتعدت عن الأدب وهمومه ، وكيفية إبرازه ، وتنمية دوره في خدمة المجتمع بكافة فنونه ؛ وركزت على الأدباء أنفسهم ؛ ولذلك اكْتَسَت بطابع التّسّول عبر إنشاء صناديق لدعم الأدباء وكفالتهم؛ والتاريخ يشهد بأن الأديب والمثقف قَدره أن يكتب ويُغَرّدَ موهبة وإبدَاعاً وهَمّاً ، وليس احترافاً أو وظيفة روتينية ! والمجتمع مَن يبادر بِتَكْرِيمه لا أن يَتَسَوْلَه ! أجواء هذا المؤتمر صورة مُكَرّرة لمعظم المؤتمرات والندوات التي تُرْفَع بيارقها في وطننا صباح مساء ؛ والتي يسعى البعض فيها إلى التلميع وكسب المزيد من الانتدابات وخارج الدوام؛ فإذا أردنا للمؤتمرات أن تُؤتي أُكُلها ؛ فلابد من التجديد فيها ، في المشاركين والمدعوين ، وفي الموضوعات المطروحة ، وفي آليات العمل ، وفي التوصيات ، ومتابعة تفعيلها والإفادة منها على أرض الواقع .( على فكرة الأسماء التي شاركت هي نفسها تقريبا التي تشارك في الحوار الوطني بالهفوف ؛ هل أنتم متأكدون أننا في السعودية أكثر من خمسة وعشرين مليوناً ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595