عبدالله الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم: قبل أيام قرأت خبرًا أن (الصّين) لا ترغب في استضافة المؤتمرات، وقالت الحكومة الصينية في بيان نشر على موقع وزارتي الخارجية والمالية: إن ذلك يهدف إلى المحافظة على المال العام. وأضاف البيان أن المسؤولين الصينيين في كافة أرجاء البلاد مدعوون للحد من المؤتمرات والمنتديات الدولية، ووضع حد للقاءات الخالية من المضمون. وأضاف أنه لا ينبغي عقد مؤتمرات حول مواضيع متشابهة، كما ينبغي تقليص دعوات المسؤولين الصينيين وآخرين في الحزب الشيوعي! قرأت هذا الخبر فتذكرت واقعنا؛ حيث العشرات من المؤتمرات والندوات والملتقيات والحوارات، تعقد سنويًا من مختلف المؤسسات الحكومية، تتعدد المسميات والصورة واحدة: * موضوعات متشابهة هدفها في الغالب الحضور الإعلامي للجهة المنظمة، وتمجيد الذات لمسؤولها الأول! * التنسيق غائب فقد يقام مؤتمران متشابهان في مدينة واحدة، في الوقت نفسه! * أغلب المؤتمرات تغيب فيها وعنها الفئات المستهدفة؛ فإذا كانت مثلًا تناقش قضايا الشباب؛ لا يدعى لها ولا يشارك فيها إلا الكهول!! * قائمة المدعوين تقريبًا واحدة؛ فالمجموعة نفسها تتنقل من مدينة إلى أخرى، ومن مؤتمر إلى آخَر؛ والسبب تبادل المنافع بين الجهات المنظمة (ادعونا ندعوكم، امسكوا لنا نقطع لكم)! * قاعات النقاش والعَرض في أغلب المؤتمرات خاوية على عروشها إلا من بعض المنظمين وقارئي أوراق العمل، أما بقية المدعوين فعلى سررهم نائمون في الفنادق الفاخرة، أو يتسكعون في الممرات، أو في زيارات خاصة فالمسألة (حَج وبِيْع سُبَح)!! * يختتم المؤتمر بتوصيات رنانة، ذات عبارات مسجوعة؛ تبدأ وتنتهي بشكر الجهة المنظمة، (ينفضّ المَوْلِد)، ويغادر المدعوون إلى مؤتمر ثانٍ؛ أما التوصيات فحبر على ورق، تسكن الدواليب والملفات وتأكلها (الأَرَضَة)!! * والمحصلة ملايين أهدرت من المال العام أو من الشركات الراعية على (لا شيء)!! وهنا لابد من الإفادة من التجربة الصينية؛ بتقليص عدد تلك الفعاليات، وأن تكون كل المؤتمرات والندوات تحت مظلة واحدة مهمتها الموافقة، والتنسيق، واختيار الموضوعات التي تلامس حاجات الوطن والمجتمع، ثم متابعة الصّرف، وأخيرًا العَمَل على تَفْعِيل التوصيات مع الجهات ذات العلاقة، وكفاية هَدر واستنزاف للمال العام. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.