بدعوةٍ كريمة من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، تشرَّفت بصحبة وفد جريدة «المدينة» الغراء بزيارة المركز، والتي كشفت لنا حقيقة المجهودات الكبيرة والقيادات الوطنية الفذّة التي تقف خلف هذا الإنجاز. دور المركز وأهميته، تبرز بعد الأخبار العارضة التي تصاحب عمليات الإرهاب والتفجيرات والتكفير، التي يكون فيها أحد الشباب السعودي، وكيف يتعامل المركز مع هذه الأفكار والعقليات المعزولة، والتي تم التغرير بها لتصبح قنابل موقوتة. المناصحة، والتأهيل، وحسن الرعاية، ثلاث مراحل ضرورية لتعديل الفكر المنحرف، وتأخذ بيد المتضرر من مرحلة فقدان الهوية، وفقدان الرشد، ليصبح عنصرا فعالا بالمجتمع، وفردا منتجا ضمن النسيج الاجتماعي السعودي، ويمكن أن يكون العائدون من جوانتانامو هم أبرز إنجازات هذا المركز، خصوصًا أن جرعة الترهيب التي تعرّضوا لها هناك، كانت تكفي لتدميرهم. لا مناهج التعليم ولا شيءٌ آخر، هي مصدر الإرهاب كما يحلو للبعض أن يتهرب من المسوؤلية بإلقاء اللوم عليها وكفى، ومنذ عودتي من الزيارة، تبلورت في ذهني دراسة بحثية، تمنيتُ أن تقوم إحدى الجامعات، أو الباحثين في الدور الاستشارية تبنّيها، أو ربما وحدة الدراسات بالمركز نفسه. نزلاء المركز أو المتخرّجين منه، سواء مَن صلح أو من انتكس، لاسمح الله، وهم قلة، والحمد لله، يجب إجراء دراسة اجتماعية مسحية متعمّقة عنهم، تعود لعشرين سنة للخلف، تدرس كيف نشأوا، وكيف كانت تربيتهم، وبمَن اختلطوا، وما هي الأحوال العامة للوالدين، والإخوة والأخوات، والحالة المادية، والأحياء، والمدارس، والسفر، والطفولة، والمراهقة، ومستوى الذكاء، والحوادث التي مرّوا بها، وإعداد نتائج علمية لحقيقة الأسباب التي تقف خلف هذه الظاهرة، وطرق تلافيها مستقبلا. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول الروائي الفرنسي اندريه مالرو: بلا تطويل، وبلا حواشي، لكي تقود يجب أن تخدم، القيادة هي الخدمة.