- بلغت نسبة الذين انتكسوا وعادوا للتطرف مرة أخرى من خريجي مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية نحو 14% بواقع 470 شخصا من إجمالي 3123 مستفيدا من برامج المركز منذ إنشائه وحتى الآن. ووفقا لصحيفة "مكة" إن الذين انتكسوا من سجناء الداخل بلغ عددهم 447 شخصا، في حين بلغ عددهم من سجناء جوانتانامو 23، ليصبح إجمالي عددهم 470 شخصا، غالبيتهم أعيدوا إلى السجون مرة أخرى، وبعضهم غادر إلى مناطق النزاع أو قتلوا في مواجهات أمنية داخل السعودية.وتضمنت المعلومات أن عدد المنتكسين من سجناء الداخل منذ إنشاء المركز وحتى 2014 بلغ 334 شخصا في حين بلغ عددهم منذ 2015 وحتى الآن 113 شخصا.وأكدت أن نسبة ال14% هي نسبة متدنية مقارنة بعدد المستجيبين للمناصحة، وأن أهداف البرنامج تسعى لخفض هذه النسبة مستقبلا.من جهته حدد الباحث بشؤون الجماعات والتنظيمات الإرهابية أحمد الموكلي هاتفيا ل»مكة» ستة أسباب لانتكاسة خريجي المناصحة وعودتهم إلى الإرهاب مرة أخرى، كان أهمها الضخ الإعلامي الهائل للجماعات الإرهابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت، إضافة إلى مقاطع الفيديو التي تصل إليهم من الإرهابيين في مناطق النزاع وتصور لهم بأن تلك الأراضي هي أرض الجهاد التي ستقودهم إلى الجنة.وأوضح أن نسبة عودة المنتكسين مصدر قلق يأتي من تصاعدها، قائلا: في سنتين تضاعف العدد مرتين تقريباً وهنا مصدر القلق، ولكن في المقابل فإن هذا لا ينفي جهود مركز المناصحة، والرقم يؤكد ذلك لكنني أعتقد أنه بحاجة إلى تطوير أدواته ويمكن له إجراء دراسة عن أسباب تصاعد النسب وعلى ضوء النتائج يمكن معالجة الأسباب، وأعتقد أنه غير غافل عن ذلك.أسباب لانتكاسة خريجي المناصحة: درجة الاقتناع لدى هذه الجماعات بمشروعها تعدى مرحلة المناصحة واقتناعها لا يعدو كونه اقتناعا ظاهريا للخروج إلى استكمال مشوارهم الذي بدؤوه، ومثل هؤلاء لا ينفع معهم إلا تطبيق الأنظمة في هذا الجانب، لكن الصعوبة التي تواجه مركز المناصحة هي كيفية التأكد من قناعة هؤلاء وسلامة فكرهم بعد برامج المناصحة التي مروا بها. البيئة المحيطة التي يخرج إليها هؤلاء تدفع بهم مرة أخرى سواء من خلال محيطهم الأسري أو الخارجي كالأصدقاء والزملاء، فقد يكون بعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء متشددا ومتطرفا في فكره، وبالتالي يدفع بهم مرة أخرى إلى نفس الطريق. الضخ الإعلامي الذي تمارسه الجماعات الإرهابية من خلال شبكة الانترنت ومحاولات الاستقطاب التي قد تعيدهم مع الوقت إلى الإرهاب. تأثير رفقائهم الذين كانوا معهم ويوجدون الآن في مناطق الصراع، حيث يصورون الوضع لهم في تلك المناطق بأنه أرض الجهاد الذي سيقودهم للجنة أو تحقيق مشروعهم المتمثل في إقامة دولة الخلافة. التدخلات الأجنبية في بعض مناطق الصراع مثل التدخل الروسي والإيراني في سوريا والعراق والظلم الذي توقعه هذه القوى على المسلمين هناك يدفع بهؤلاء الشباب للعودة لنفس الطريق. برامج المناصحة قد تكون بحاجة إلى تغيير وتطوير.