هرب فيل من الغابة فسألوه: لماذا هربت؟ قال: لأن الأسد قرر أن يقتل كل الزرافات في الغابة!! فقالوا له: لكنك فيل ولست زرافة!! قال: أعلم أني فيل ولست زرافة، ولكن الأسد كلف الحمار بتنفيذ القرار. *** إذا كانت هذه مجرد قصة سلمت فيها للحمار رقاب بقية الحيوانات، فإن الواقع قد جعل الحمار هو الضحية إذ أصبح متهمًا مطلوبًا للقصاص لجرائم هو برئ منها براءة صديقه الذئب من دم ابن يعقوب. فقد اتهمت مليشيات الحوثي وصالح حمارًا بالانضمام إلى المقاومة... وطالبت برأسه، أو برأس صاحبه... إذا لم يقم بتسليم الحمار!! *** تهمة الحمار، كما أكد المصدر الصحفي نقلًا عن الناطق باسم المليشيات، هو أنه شارك مع المقاومة في التصدي للميليشيات طيلة الأشهر الماضية، حيث كان يحمل الماء والذخائر للمقاومين الذين كانوا متمركزين في عدد من المواقع في مناطق جبلية. وأوضحت المصادر أن الأهالي رفضوا تسليم الحمار ما جعل المليشيات تهدد بشكل صريح بقتل صاحب الحمار وتفجير منزله إن لم يسلمه لهم. *** وهكذا بعد أن حسبنا لمدة طويلة أن الحمير تقوم بأشق الأعمال لأصحابها مقابل توفير الماء والبرسيم لها، وغير ذلك فإن الحمار «مروق، ومكبر دماغة» عن كثير من قضايا البشر وأوجاعهم، هاهو الحمار يدخل في المعمعة ويُشارك في خضم الأحداث، لا لأنه رفس أحدهم أو عضه، ولكن لاشتغاله بالسياسة. وهو الأمر الذي يؤكد بما لا يقبل مجالًا للشك بتوسع العمل السياسي العربي حتى أصبح يضم كل التيارات، بل إن الديموقراطية العربية تفوقت على غيرها من ديموقراطيات العالم فأصبحت تتيح مشاركة حتى الحمير في العمل السياسي!! #نافذة: لو تعلم أهل السياسة لغة الحمير لرفسوا السياسة بأقدامهم. [email protected]