الحمير (أكرمكم الله) أصبحت التجارة فيها مربحة وتحقق مكاسب خيالية وأصبحت مطلوبة بشدة ، فالحمير على مر العصور كانت لها أهميتها ولها قيمتها في المجتمع وكانت أيام زمان هي الوسيلة الوحيدة التي يتم استخدامها في نقل البضائع والتنقل ونقل الأشياء إلى جانب الجمل وكانت صديق المزارع مع أغنامه وبقراته ، وكانت مثل موديلات السيارات حاليا ذات مواصفات معينة والذي يقتني حمارا لابد أن يكون كما قلت ذا مواصفات عالية مش أي حمار وكان من يمتلك حمارا من هذا النوع يعتبرا محظوظا ذو المواصفات الكاملة التي نحن نسميها الآن (فل أوبشن) كمن يركب هذه الأيام سيارة بنتلي أو ماي باخ أو بانو راما وينظر للناس بتعالي والناس ترمقه من بعيد وغبار سيارته يلف عنان السحاب وهو ينظر للآخرين بزهو وازدراء من هذه الرمقات التي لاتخلوا من الحسد احيانا. وسبق وأن كتبت موضوعا منذُ عدة سنوات في جريدة البلاد عن الحمار (شحتوت) الذي لعب دور البطولة في أحد الأفلام المصرية ووصل أجره في اليوم الواحد لأكثر من (1500) جنيه في ذلك الوقت حيث فاق أجور بعض الممثلين المبتدئين والكومبارس حينها وقد أعاد الحمار شحتوت الهيبة للحمير في مصر بعد أن كانت مضطهدة خاصة من قبل الزبالين الذين هم من أكثر الفئات استخداما لها. وبعد هذا الفيلم ارتفعت أسعار الحمير في مصر والحقيقة أنه كان في مصر (جمعية للحمير) وكأن رئيسها يسمى (الجحش) وقد قام بتأسيسها الفنان الراحل زكي طليمات عام 1930م بهدف رعاية حقوق الحيوان للحمار وكانت تضم عضويتها العديد من الكتاب والفنانين والممثلين ولم يتم الترخيص لها على ما أظن بسبب اسمها. وفي عام 2004م تم إعادة تأسيسها مرة أخرى كجمعية خيرية بهدف رعاية ما يقارب اثنين ونصف مليون حمار في مصر ، وفي العراق أيضا العام الماضي تم تأسيس جمعية الحمير في شمال العراق في المنطقة الكردية وأسسها عمر كلول حيث كان يقول (أن الحمار لايقتل حمار) كما يفعل البشر ، لكن في سوريا الجيش قاموا بقتل الحمير في إبادة جماعية سميت موقعة الحمير وتناسوا أن امرأة دخلت النار بسبب قطة عندما قامت بتعذيبها. وقال تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شيء ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) ولا ننسى أن في المغرب يقام مهرجان احتفال سنوي للحمار تقديرا لدوره الهام في حياة الناس الذين يستخدمون الحمير في عدة مجالات في حياتهم اليومية (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) وفي امريكا الحمار هو رمز الحزب الديمقراطي الغير الرسمي. فالحمار عادة يحفظ الطريق ويرى الشيطان فينهق ولدية قدرة عالية على التحمل فهو حيوان أليف وصبور. وقد قال لي احد الأصدقاء بخبث أن لديه فكرة وهي أن يقوم بتجميع الحمير السائبة ويقوم بإعادة تصديرها إلى مصر وبعض دول المغربي العربي ولكنني حذرته بخبث أيضا أن الأخوان في الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها سوف يطلعون له في البخت ولن يسمحون له بتصديرها لأنها ثروة قومية ويجب المحافظة عليها ورعايتها والاهتمام بها لكي تتكاثر وتتزايد لكي لا تنقرض ، لأنه يمكن أن يعود بنا الزمن إلى الوراء ونحتاج لاستخدامها وهم أصلا لا يعرفون أنها باتت في الأودية والشعاب تسرح وتمرح لدرجة أنها توحشت ومن الصعوبة الإمساك بها. وكما في مصر الحمار له أهميته فنحن لدينا الحمار الحساوي الذي له شهرته في دول الخليج مثل الهاي لوكس الياباني والحمار الحساوي يعتبر الأفضل نظرا لامتيازه من حيث عمره وصحته وخلوه من أي أمراض و أيضا لشدة ارتفاعه الذي يصل إلى (2) متر وهو كبير الحجم وقوي وسريع (حاشا ياجماعة هذا ليس حمار أكيد انه فيل وأمه زرافة) وتعرفون كم وصل سعر الحمار الحساوي حاليا؟ إلى خمسة وعشرون ألف ريال في مزاد بعض الأسواق القريبة من الاحساء ويعتبر هذا النوع من الحمير نادر جدا ولا يوجد إلا لدى بعض أصحاب المزارع الذين يحتفظون لها بسجل تاريخي كامل يثبت سلالتها وإنها تتبع فصيلة الحمار الحساوي مثل سلالة الخيل العربية الأصيلة وكذلك الجمال والماعز.. آخر المشوار : حمير تسير في الخلاء بحثا=عن الاعشاب عن حب الشعير رآها جيشنا السوري تمضي=على لباتها عزم المسير فصاح يهب في مقدمهم ينادي=بصوت فيه صيحات النكير على جيش الحمير ألا فهبوا=فإن الجيش في وضع خطير ولا تبقوا اتانا او حمارا=ولا تبقوا على جحش صغير اريد جميعها في الحال صرعى=وإلا بين مجروح وأسير وسوف يسجل التاريخ أنا=نصرنا يوم موقعة الحمير (د.عبد الرزاق حسين) ------- كاتب صحفي.