الرسوم التي أقرها مجلس الوزراء في محلها رغم أنها جاءت متأخرة ،ولكن دائماً يقال الذي يصل متأخراً أفضل من الذي لا يأتي أبداً. المملكة تنفق بسخاء على الأماكن المقدسة على مدى عقود طويلة بل لا نبالغ إذا قلنا أنها استحوذت على نصيب الأسد من ميزانيات الدولة مقارنة بالمشاريع التنموية الأخرى كالتعليم والصحة والإسكان والبنى التحتية من مواصلات واتصالات وكهرباء ومياه وطرق وغيرها. المملكة صرفت عليها مئات المليارات من الريالات من أجل راحة وسلامة وأمن الحجاج والمعتمرين وخدمتهم .الرسوم على الحجاج الذين يكررون الحج مرات عديدة تخدم عدة أهداف منها على سبيل المثال إعطاء فرصة للحجاج الجدد لكي يجدوا أماكن لهم حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة ،والأمر الآخر دعم خزينة الدولة انطلاقاً من مبدأ تنويع مصادر الدخل. الهدف الآخر ،والذي قد يغيب عن بال البعض الذين لا يجيدون قراءة هذه الرسوم المفروضة ، أنها لم تمس أحوال المواطن على الإطلاق بل تمس شريحة لا هم لها إلا تكرار الحج ومضايقة من يأتون لأول مرة للعمرة أو الحج ضاربين بعرض الحائط وبكل أنانية إخوانهم الحجاج القادمين من دول بعيدة. الأمر الرابع أن تلك الرسوم لا تمس من يفدون للحج للمرة الأولى بل سوف تمس من يكرر الحج؟! ألفا ريال رسوم قليلة على من يكرر الحج وكان بودنا أن تضاعف عشر مرات لأن من بين من يقدمون للحج البعض من النشالين وعناصر استخباراتية تهدف من مجيئها ليس لأداء الحج بدون رفث أو فسوق بل تريد أن تطبق إجراماً وأجندة سياسية في أماكن مقدسة ،وتعكر صفو طمأنينة المشاعر المقدسة. أما الرسوم الأخرى فهي على من يمارس سلوكيات مميتة تتمثل بمشكلة» التفحيط» ،وتخطي الإشارات الضوئية الحمراء وتعريض حياة مستخدمي الطريق للخطر ولا نبالغ إذا قلنا أن الشخص يودع أهله للذهاب إلى عمله أو قضاء احتياجات البيت أو السفر على الطرقات السريعة أو غيرها لأنه أمام رحلة وسفر مميت بسبب قائدي مركبات نشروا الرعب والخوف والإرهاب في شوارعنا لا يقلون عن منفذي العمليات الإرهابية التي تخطتها بمراحل ،وأعداد الموتى والمصابين والمعاقين لا يمكن أن تجد مثلها في أي بلد في العالم وهذا فيه خسارة بشرية للمجتمع لا يمكن تعويضها؟! غرامة التفحيط لأول مرة 20 ألف ريال ، وللمرة الثانية 40 ألف ريال ، وفي المرة الثالثة 60 ألف ريال وإحالة المفحط للمحكمة للنظر في سجنه ومصادرة مركبته. رسوم وغرامات سوف تهدف إلى رفع الوعي في الحج وأنه فريضة على كل مسلم ومسلمة مرة في العمر، وغرامات مرورية نأمل أن تكون رادعة للمحافظة على أرواح مرتادي الطريق من مواطنين ومقيمين وزائرين .فالنفس البشرية يجب أن لا تكون رهينة قائد مركبة إما مراهق لم يدفع هللة بقيمة السيارة أو لديه مراهقة متأخرة لا يضع للنفس البشرية أي اعتبار.