منذ أن أطلَّ الإرهاب علينا ونحن معه في مواجهات فكرية وأخرى قتالية ؛ حيث تلبس في البداية عباءة محاربة تواجد غير المسلمين في جزيرة العرب - كما هو تعبيرهم - أو - بلاد الحرمين - في وصف آخر ، سواءً أكان ذلك أفراداً أم في المنشآت التي يعملون فيها ، ولكن سمهم الزُّعاف تجاوز هذه الأُكذوبة ووصل بهم إلى استهداف كبار المسئولين ورجال الأمن ، وما حادثة محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف إلا شاهد إثبات على تحوِّل إستراتيجيتهم نحو الداخل ، ولم تتوقف رغبتهم الجامحة في القتل - زعماً بأنه جهاد - عندما تعروا تماماً جراء استهدافهم دُور العبادة بالتفجير حتى وصل الأمر بهم إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - في سابقة تُعيد التأريخ لما مارسه الخوارج في عصر صدر الإسلام. إذاً العملية تخضع للفكر أكثر من ارتهانها لأي مُسوغات أخرى؛ مما يعني أننا أمام فئة اتخذت من الدين ستاراً لتمرير منهجها الخفي مُستهدفة أشخاصاً ومواقع لها من المكانة ما يدفعها للتفاخر بأنها استطاعت أن تصل إليهم وتُحقق ضدهم ضربات تُشفي غليل من يدفعهم لمثل هذا السلوك الشاذ الذي لا تُقره شريعة ولا يقبله عقل، ولكنه الاتباع غير الواعي لتنفيذ أجندة أكبر من نُضج منفذيها جرَّاء اقتناعهم بالتبعية العمياء التي آمنوا معها بأن ما يقومون به جهاد في سبيل الله وهو في حقيقته انحراف في سبيل الشيطان. إن معالجة هذه الفكر المُناهض للدولة يحتاج إلى صرامة متناهية تبتعد عن المناصحة بُعد المناوئين له عن سماحة ديننا العظيم، فالمواجهة معه أصبحت مفتوحة على كل الجبهات الواقعية والافتراضية، ومُجرَّد التفكير لحظة لمعالجته بالتي هي أحسن يعني أننا نمنحه فرصة لترتيب وضعه، وتطوير خططه؛ ليعود لنا بطرائق جديدة مُستفيداً من أخطائه السابقة وهامش الحرية الذي أُعطي إياه؛ لذا فتتبع منابت هذا الفكر الموبوء واجتثاثه من جذوره ووأده في مهده هو الحل الناجع لضمان عدم تشعبه ووصوله لشريحة أكبر من التي وصل إليها على حين غرَّة. [email protected]