القنوات الدينية..والمطامع الشيطانية! بقلم : أ- عبدالحميد البجالي المتفحص والمتتبع لما تنتهجه بعض القنوات المحافظة (الدينية) كما يطلق عليها، مؤخرًا يلحظ خللًا كبيرًا في برامجها المبثوثة باسم الدين، والتي تكاد تُحدث شرخًا عميقًا في جسد الدين البريء، والمحتوى الركيك، الذي تتباهى به، تحت ذريعة التغيير ومواكبة متطلبات العصر، والوصول السريع إلى قلوب الجمهور، والتأثير فيهم، وتعديل سلوكياتهم، وتعقيم عقولهم من بكتيريا السلبيات المنتشرة، ونشر تعاليم الإسلام بأبسط الأساليب، إذ انعطفت غالبيتها إلى طرائق مغايرة عما كانت تنهجه من ذي قبل، هذا إن كانت على طريق الهدى حينذاك! فلم تعد البرامج الحوارية والحلقات التقليدية تشفي غليلهم في كسب أكبر جمهور للمتابعة، وزيادة شهرة القناة والعاملين عليها وأيضاً جني النقود الوفيرة جراء لهث المتابعين الأعمى خلف دلالي الهراء لا الدين، حينها تنبه أصحاب القنوات المحافظة، عفواً المناقضة للذوق، أن بضاعتهم قد كسدت في سوق العقل اليقظ، وهرعوا إلى تغيير تكنيكاتهم الممنهجة واستراتيجياتهم المكشوفة، فوجدوا ضالتهم حين انتهجوا برامج شبابية ترفيهية يجتمع فيها أكبر عدد من الشباب وفلاشات الكاميرا مسلطة عليهم في أغلب الأوقات، كبرنامج زد رصيدك، وغيره من الغثاء، ولن أتحدث هنا عن الكلمات النابية التي يتراشقون بها في تلك البرامج أو الهمجية التي هي سمة الكثير منهم، ولا التشييك والتزين الجاذبين، ولا حتى الشيلات الغزلية التي يرددونها بغجرية ممقوتة، وكذلك طلاق بعض الزوجات على خلفية الإعجاب والتشجيع، ولن أعرج على الشطحات المتكررة، وزلات المتسابقين والضيوف، إلى جانب المتشددين الذين كانوا يطلون عبر تلك البرامج، إما لأن هذه التصرفات لا تعد ولا تحصى، أو لأنني لست بصدد ذلك، ما أعنيه هنا هو لماذا تتلبس بعض القنوات بلباس الدين لأهداف خاصة؟ والأمرُّ من ذلك، لمَ يترك الدين لهؤلاء الذين يطبقونه حسب أهوائهم، ويوجهونه إلى حيث مصالحهم، وصدق من قالكثيرون يستخدمون الإسلام، وقليل يخدمونه! فهل مثل هذه البرامج المهرطقة ستعيد بناء جيل واع يطبق أحكام الشريعة السمحة، وهل بذور الثقافات الضحلة ستنتج لنا غدًا ثمارًا يانعة طيبة المذاق؟! الجواب أكيد لا. يتعلل أصحاب المنهج المفتعل أن مثل هذه البرامج ظهرت بحجة البديل النافع الذي لا يبقي ولا يذر من المساوئ والمخالفات المبتدعة، مع تغيير بعض القوانين وإحاطتها بإطار إسلامي، كيلا يسقط الشباب في هوة الفتن المنتشرة في القنوات الأخرى.. وهذا ادعاء باطل أسس على فكرة المراوغة والتخفي تحت عباءة الإصلاح، وتصرف يشوبه العمى العقلي. منعطف أخير .. لا أعلم هل سيظل المتابعون (المتدينون) يعمهون في حالة جمود رهيبة، وغفلة وتغافل، عن مثل هذه التصرفات المبتذلة، حتى تنتشل الأخلاق الدينية، ثم يتم إعادة صياغتها من جديد وتقدم لنا بحلة مختلفة عبر قنوات الطيش! أم سنشهد ثورة تعقل ومناصحة مناوئة تدحر الضلال في معقله، وترد بضاعة المتاجرين إلى سلالهم المتهدلة؟ يقودها رجال الدين المعتد بهم، ومثقفو البلد ومفكروهم.