التحفيز على القراءة أمر هام للغاية، خصوصًا بالنسبة للأطفال، فالطفل إذا تربَّى على حُبِّ القراءة، فإنَّ هذا الأمر يُصبح بالنسبة له عادةً يُمارسها، ويستمتع بها في الكبر، وتساهم في بناء شخصيّته وثقافته، كما تساهم في رفع مستواه الدِّراسي والعلمي بشكلٍ عام، وزيادة ثقته في نفسه. ولئن كان تحفيز أولياء الأمور لأبنائهم على حبِّ القراءة في الماضي صعبًا لرغبة الكثير منهم في اللعب والمرح؛ فهو اليوم أكثر صعوبة، خصوصًا في عصر الإنترنت، ووسائل التّواصل الاجتماعيَّة، والإعلام الجديد، ممَّا يعني حرص الآباء والأمهات على بذل جهود مضاعفة من أجل ترغيب الأطفال في القراءة. هناك العديد من الأساليب التي يمكن أن تُساهم في غرس حب القراءة في نفوس الأطفال، ويأتي في مقدمتها أن يكون الوالدان قدوة لأبنائهم في هذا الأمر، فيحرصون على وضع مكتبة صغيرة تضمُّ بعض الكتب والمجلاّت المفيدة، كما يمكن القيام بنقل بعض هذه المواد على بعض الأجهزة الإلكترونيَّة؛ بحيثُ يمكن للطفل أن يستفيد من تلك الأجهزة في القراءة بدلاً من أن تكون فقط للعب، مع أهمية التدرُّج في هذا الأمر، ومراعاة تقديم المواد المُحبَّبة للأطفال كالقصص، والمغامرات، وعدم إجباره على قراءة موضوعات محددة. بعض الأطفال لديهم هواية منذ الصغر، فيمكن الاستفادة من هذه الهواية لدى الطفل في تزويده بالكُتب المناسبة، والمجلات المشوِّقة والمُتخصِّصة في نفس مجال هوايته، كما أن هناك بعض الألعاب المرتبطة بالقراءة، وأحرف الكلمات، مع أهمية تخصيص وقت يومي للطفل للقراءة، وتزويد الطفل بما هو مناسب له للقراءة في كافة الأوقات، وخصوصًا في الرحلات، بل وربط القراءة بنظام مكافآت وحوافز، وتهيئة الجو المناسب له للقراءة، والحوار بين أفراد الأسرة، بحيثُ تقدّم فيها بعض الاستفسارات التي تبحث عن أجوبة لتُحفِّز على القراءة. كثيرًا ما نصطحب الأطفال للأسواق والملاهي، ولكن يجب علينا أيضًا أن نسعى لاصطحابهم إلى المكتبات، ومعارض الكتب، وأن نبادر بعمل اشتراكات لهم في بعض المطبوعات المفيدة، مع أهمية وضع مستهدف ولو شهريًّا للقراءة، والحرص على عدم وضع أجهزة التلفاز داخل غرف الأطفال في الصغر. التحفيز للقراءة بالنسبة للأطفال مهم، ولكن الأهم أيضًا التأكُّد من مضمون ما يتم قراءته، ومدى ملاءمته لأعمار الأطفال، وسلامة المحتوى من كل ما يُعارض ثقافتنا وديننا. [email protected]