بدأ حياته دبلوماسيًا في سفارة المملكة بسويسرا لكن زيارته لمقر خاص بالمسنين يقدم خدمات نموذجية لتلك الفئة هناك أحدثت تحولاً جذريًا في حياته ليصبح عقب عودته للوطن وانخراطه في الأعمال الخيرية على مدى عقود «أبا للأيتام».. هكذا تحولت مسيرة رجل الأعمال عبدالقادر البكري نحو مسارات الخير وفضاءاته الرحبة ليكون رائدًا من روادها وعلمًا من أعلامها لاسيما أنه يكفل 600 يتيم، حيث أنشأ جمعية خيرية للمسنين، كما امتدت أياديه البيضاء لتقديم العديد من المساعدات العلاجية، والتأهيل الطبي بتركيب الأطراف الصناعية لمصابي القوات المسلحة السعودية للأبطال بالحد الجنوبي. «المدينة» التقت الشيخ البكري فإلى نص الحوار.. * كيف بدأت فكرة العمل الخيري لدي عبدالقادر البكري؟ كنت أعمل في السفارة السعودية فى سويسرا وتم دعوتي لحضور حفل في مبني خاص بالمسنين فتمنيت من الله أن يمنَّ علىَّ لأقدم هذه الخدمة في بلدي وبالذات في المدينةالمنورة لخدمة كبار السن وفعلًا بتوفيق من الله بعد عودتي من سويسرا تم إنشاء الجمعية وحصلت على ترخيص من قبل الشؤون الاجتماعية منذ 32 عامًا باسم (جمعية دار السعادة الخيرية للمسنين) بالمدينةالمنورة كأول جمعية في المملكة لخدمة المسنين. تأهيل طبي * هل اكتفيتم بتأسيس الجمعية الخيرية أم كانت لكم تطلعات أخرى؟ ** بعد إنشاء مقر للجمعية عام 1405ه قابلت مدير الشؤون الصحية في المدينةالمنورة فطلب مني زيارة المركز الطبي الخاص للشؤون الصحية في المدينةالمنورة فوجدت طيبة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى مركز طبي مميز فطلب مني مدير صحة المدينة أن يكون مقر الجمعية أول مستشفى للتأهيل الطبي وفعلًا تم ذلك وهو حاليًا من أكبر المراكز الطبية للتأهيل الطبي بالمدينةالمنورة. * وماهي الخدمات التي يقدمها المستشفى؟ ** مستشفى التأهيل الطبي متخصص في العلاج الطبيعي للمرضي، وتم إنشاء مركزين بالمستشفى الأول يختص بالأطراف الصناعية وهو المركز الوحيد على مستوي المنطقة ومزود بأحدث الأجهزة ومركز تدريب لطلاب جامعة طيبة لقسم الأعضاء، وبحمد الله في الوقت الحالي يستقبل جنودنا البواسل من الحد الجنوبي لتلقي العلاج، أما المركز الثاني هو مركز متخصص لمرضي الفشل الكلوي بالمدينةالمنورة لعلاج المعتمرين والمقيمين. * بالعودة للحديث عن الجمعية ما هي رؤية ورسالة وأهداف الجمعية؟ ** رسالتنا تتمحور حول المساهمة في توفير الحياة الآمنة والكريمة والمستقرة لكبار السن في المدينةالمنورة، والوصول لنظام متكامل يشمل المنزل والمستشفى والسعي لاستحداث المرافق الضرورية، من أهداف الجمعية تعزيز مفهوم خدمة المسنين كفئة رئيسة في المجتمع و التفوق في جذب ومشاركة جميع من يقدر على خدمتهم بالإضافة إلى تحقيق الريادة في منهجية الأداء ومعايير التقييم لأدائنا. وتابع البكري قائلاً: فقد دشنت الجمعية أول سيارة مجهزه لخدمة المسنين لتوصيل المسنين للمستشفيات أو للخدمات الحكومية كما تم مؤخرًا إطلاق مشروع (سندي) لتقديم الرعاية وتحسين الخدمات المتقدمة لكبار السن من مستفيدي الجمعية، وتقديم خدمة مميزة (وحدة تحسين البيئة) تهدف إلى تجهيز سيارة مخصصة بأدوات وأجهزة خاصة لأغراض الصيانة والترميم والتعديل لمنازل المسنين، وتقوم الجمعية بتقديم دعم شهري ل 520 أسرة أيضًا لإعانتهم. مائة أسرة مستفيدة * وهل اقتصر عملكم الخيري على المدينةالمنورة؟ ** بفضل من الله حصلت على ترخيص من قبل وزارة الشؤون الإجتماعية منذ عام 1429ه لمؤسسة عبدالقادر البكري الخيرية بجدة، وهي تقوم بالعديد من الخدمات والمتمثلة في تقديم مساعدات للأسر المحتاجة بعد إجراء البحوث الميدانية، المساعدة فى العلاج بالتعاون مع معظم المستشفيات والمستوصفات ومساعدة ما يقارب مئة أسرة بصورة شهرية بالإضافة لدعم العديد من الجمعيات الخيرية بصورة شهرية. * هل توجد شراكات مع مؤسسات أو جمعيات خيرية بجدة؟ ** نعم عقدنا العديد من الشراكات والاتفاقيات لتقديم خدمات مميزة مع مركز عمران لغسيل الكلى، جمعية (اكتفاء) النسائية لعمل المسوح الميدانية، جمعية الأمير ماجد للتنمية المجتمعية، جمعية مراكز الأحياء بجدة، جمعية المودة للتنمية الأسرية وجمعية الزواج بجدة، كما تعتزم المؤسسة زيادة الشراكات لتقديم خدمات مميزة للمجتمع والفئات المستحقة. وفي تقديري أن الشراكات مع الأفراد و المؤسسات التي تشاركنا الحلم والنية هو أساس أي عمل مجتمعي مستدام شريطة ألا يحصل تضارب بين أعمال الجمعيات. * أطلق عليكم (أبو الأيتام) ماذا يعني لك هذا الاسم؟ ** هذا الاسم أعتز به فأنا بفضل الله أقوم شهريًا بدعم جمعيات تختص بالأيتام ورعايتهم حيث أعتبر ذلك من أكثر الأعمال تشريفًا والتي منَّ الله علي بالقيام بها سائلاً المولى أن يتقبلها جميعًا. * كيف ترون العمل الخيري في المملكة وهل يرتقي للدور المجتمعي المطلوب من رجال وسيدات المال والأعمال؟ ** التحسين المستمر في المؤسسات الخيرية واجب علينا جميعًا و لهذا أسعى دائمًا إلى تقديم خدمات جديدة تناسب متطلبات المستفيدين ومن هذه الخدمات خدمة السيارة المجهزة لنقل الأفراد من ذوي الإعاقة المقعدين بكراسيهم من دون الحاجة للنزول منها حفاظًا على راحتهم، ومن البرامج التي تقدمها جمعية دار السعادة والتي أحرص على متابعة سيرها شخصيًا هو برنامج «سندي» للمسنين الخاص. تأدية الأمانة لمستحقيها * ماهي أهم مساهماتكم في العمل الخيري والتي تفخرون بها؟ الحمد لله فقد يسرني لخدمة المجتمع على مدى أكثر 30 عامًا تيسر لي خلالها خدمة جمعيات مختلفة في بلدنا الغالي بتبرعات تزيد عن 200 مليون ريال موزعة على جمعيات خيرية تعمل في مجالات عديدة كرعاية الأيتام، توفير الدواء، تحفيظ القرآن وجمعيات أخرى تختص بالخدمات الاجتماعية، بالإضافة لما سبق، اجتهدت وسعيت لإقامة 10 مبان كأوقاف لجمعيات خيرية متعددة و17 مسجدًا وحفر الآبار لأهمية المياه الصالحة للشرب لجميع البشر، فالمال هو أمانة من الله يجب تأديتها لمستحقيها. 10 ملايين عائدات * الاستدامة في العمل الخيري هي هاجس الجمعيات والمؤسسات الخيرية، كيف تؤسسون للاستدامة في أعمالكم الخيرية؟ ** الاستدامة من أهم الأهداف المؤسسية التي يجب على أي جهة خيرية تحقيقها، في هذا الخصوص، قمت بشراء أصول عقارية ووهبتها لجمعية دار السعادة وتولِّد هذه الأصول الآن مبالغ سنوية تصل إلى 10 ملايين ريال سنويًا. * ما هي النصيحة التي تحبون أن توجهوها للعاملين في القطاع الخيري؟ ** النية ثم النية ثم النية، فإخلاص النية لوجه الله هو أساس أي عمل يبتغى به وجهه تعالى، ثم الإحسان في تأدية العمل والتعامل بلين وصدق مع المستفيدين إضافة إلى النظر إلى تحديات المجتمع بنظرة تنموية لكي نحقق مبدأ تنمية المكان والإنسان معًا.