أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله تعالى وطاعته ومراقبته في السر والنجوى. وقال سماحته في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض :" إن الإحسان من قيم الإسلام والغاية الكبرى لتشريعاته, ولهذا كتبه الله على كل شي, يقول صلى الله عليه وسلم :" إن الله كتب الإحسان على كل شيء" , وهذا يشمل إحسان العبد في تعامله مع ربه, بأن يوحده ويخلص الدين له جل جلاله, وأن يؤدي الواجبات التي فرضها الله عليه والبعد عن المعاصي ظاهرها وباطنها, ويشمل كذلك الإحسان إلى الخلق ببذل الخير لهم وكف الشر عنهم ورعاية حقوقهم وقد أمر الله بالإحسان في قوله " وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " وهذا الإحسان عام لجميع الخلق كما خص فئة معينة بالإحسان إليها فقال الله سبحانه وتعالى " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا". وتناول سماحته أوجه الإحسان وقال :" إن أعظم مجالات الإحسان إفراد الله بالعبادة فالمحسن في تعامله مع ربه من أفرد الله بالعبادة ولم يشرك معه غيره واعتقد هذا حق واجب وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا, وهو يعلم إن الله وحده المستحق أن يعبد من دون سواه, قال جل وعلى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ", والإحسان في العبادات كلها بان تعملها بإخلاصها لله وانه مطلع عليك وعلمه بها كلها , يقول صلى الله عليه وسلم في الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ", ومن الإحسان في الأعمال أن تؤديها مخلصاً لله بأداءها لا رياء ولا سمعه, يقول الله جلا وعلا " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ". وأضاف سماحة مفتي عام المملكة :" إن من الإحسان إحسان الوالدين قال الله جل وعلى " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " , والإحسان إليهما برهما وطاعتهما بالمعروف والإنفاق عليهما وحسن التخاطب معهما وقضاء حوائجهما والقيام عليهما, فمن الإحسان إليهما الدعاء لهما والترحم عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ وصيتهما وقضاء دينهما ووصل رحمهما وإكرام صديقهما في الدنيا. وبين سماحته أن من مجالات الإحسان, الإحسان في البنات والأخوان ووصل الرحم وزيارتهم ومعرفة أحوالهم والبعد عن كل مايسبب قطيعة الرحم, فقد قال الله تعالى في قاطعين الرحم " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ", مشيراً إلى أن من الإحسان كف الأذى عن الجار وعمل المعروف, ومن الإحسان إكرام الزوج للزوجة والإنفاق عليها والقيام بحقها. وقال سماحته : " إذا كان الإحسان للأحياء فالإحسان للأموات لا بد منه والإحسان للأموات في أمور كالدعاء لهم قال الله سبحانه وتعالى " الَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ", ويقول صلى الله عليه وسلم " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علماً ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ".