الكثير من الدول أصبحت تنفذ مشروعاتها بالنظام العالمي (B.O.T)، وهو اختصار للعبارة الإنجليزية (BUILD. OPERATE. TRANSFER)، التي تعني (البناء والتشغيل والتحويل)؛ حيث تقوم إحدى الشركات الكبرى بتنفيذ أو بناء المشروع مقابل تشغيله لمدة معينة، بعدها تتحول ملكيته للدولة! هذا النظام من ميزاته أن قيمة المشروع خارج مصروفات الخزينة، كما أنه يضمن عدالة التكلفة، وجودة وسرعة التنفيذ؛ لأنّ مَن يقوم به، سيشغله!! (B.O.T) هذا يُفَاد منه في المشروعات الكبرى ك(مطار كمال أتاتورك الدولي) في تركيا، الذي يُعَدّ من أكبر المطارات في أوروبا، فقد أنشأته إحدى المؤسسات مقابل امتياز تشغيله لمدة سنتين، ثم عاد بعدها للحكومة أو (بلدية مدينة اسطنبول) دون أن تدفع دولارًا أو ليرة واحدة! وفي المشروعات الصغيرة ك(مَمَرّ المشاة المعلق المكيف) الذي يربط بين منطقة (بوكيت بنتانغ) المعروف بشارع العرب والبرجين التوأم (بتروناس) في العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، بطول (1,173 كم، وعرض 5 أمتار)، الذي افتتح عام 2012م؛ فقد أكد لي أحد الأصدقاء في الجامعة الإسلامية العالمية هناك أن القطاع الخاص قام بإنشائه مقابل استثمار في مجال الإعلانات على جانبيه!! وهنا وبما أننا نعاني من المبالغات الكبيرة جدًا في قيمة بعض مشروعاتنا الخدميّة، ووصولها أحيانًا لأرقام كبيرة من المليارات، وأيضًا من سوء التنفيذ، والتلاعب بالمواصفات لتقليل التكاليف، أو من التعثر الذي يهدر المال العام؛ وفي ظِل عجز الميزانية العامة الذي فرضته عوامل مختلفة، فما أحوجنا أن تكون مشروعاتنا بنظام (B.O.T)! ولعل هذا يكون ضمن خطط برنامج التحول الوطني، وكذا السياسة الاقتصادية الجديدة التي أشار لشيء من ملامحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع في حديثه لمجلة (إيكونوميست) البريطانية قبل أيام. [email protected]