قبل شهر تقريبًا، وفي الوقت الذي يسهَرُ فيه (رجال جيشنا وأمْنِنَا البَواسل) على حماية حَدِّنا الجنوبيّ، ويُقدِّمون أرواحهم الطاهرة دفاعًا عن دينهم، ثم وطنهم، ومجتمعهم، كان أحد برامجنا الرياضية الشَّهيرة يَبثّ بصورةٍ مُكرَّرة إعلانًا تَرويجيًّا مدفوع الثمن لأحد الجيوش العربية، التي نُقدِّرها ونعتز بها، مُتناسيًا في ذلك الوقت الدعم المعنوي الذي يستحقه جيشنا الوطني. وهنا نعم جنودنا يُمارسون واجبهم في حماية بلادهم، ونعم هم يَجدون العناية والرعاية الكريمة من حكومتنا الرشيدة، ولكن واجب المجتمع بكل أطيافه (أفراده ومؤسساته) الالتفاف حولهم، وتحفيزهم وتشجيعهم معنويًّا بشتّى الصّور الممكنة! وفي هذا السياق نُقدِّم الشكر والتقدير لإدارات التعليم في المدينةالمنورة، وجازان، ودومة الجَنْدل، وغيرها، التي أعلنت عزمها تسميةَ لجَان الاختبارات بأسماء شهداء الوطن؛ فهي بذلك تُساهم في تعزيز روح المواطنة في عقول وقلوب الأجيال الناشئة، وتغرس فيها فضيلة الوفاء لكل مَن يخدم دينه وبلاده. وفي هذا الميدان أطمح لبعض المبادرات المجتمعية، ومنها: تنفيذ (وزارة التعليم) زياراتٍ ميدانية لمجموعة من منسوبيها من معلمين، وطلاب مدارس وجامعات لجنودنا المرابطين في ثكناتهم العسكرية، بعد التنسيق مع الجهات المعنية. والأمر نفسه أتمنى أن تفعله وزارة الشؤون الإسلامية مع نخبة مِن أئمتها، وكذا الأندية الرياضية، والجمعيات المدنية ك(هيئة الصحفيين، وجمعية الرأي)، وغير ذلك من القطاعات. فتلك الزيارات -وكما ذكرت في مقال سابق- سترفع من روحهم المعنوية -وإن كانت عالية ولله الحمد-، وتؤكّد لهم بأن الجميع معهم، ويَفخَرُ بهم، كما أنها ستُبْرِزُ للجميع ما يبذله أولئك الطيبون من تضحيات. وفي (مجال الإعلام)، هذا نداء لجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة؛ لكي تواصل دورها ورسالتها في دعم جيشنا الوطني، وأن تكون كل برامجها وتقاريرها برعايته. أخيرًا شكرًا جنود الوطن، ندعو الله تعالى أن يبارك الله في جهودكم، وأن يعينكم ويحفظكم وينصركم، ويرحم مَن اُستشهِد منكم، ويَشْفِيَ المصابين، كما ندعوه عَزّ وجلّ أن يحمي وطننا، ويُدِيْمَ عليه نعمة الأمن والاستقرار. [email protected]