لا تأبه العيون اليقظة التي ترابط على الحد الجنوبي، بأي مخاطر، فيما قلوبهم لا يهزها ريح أو صوت دوي مدافع، ومعنوياتهم ترتفع إلى عنان السماء. هكذا عبر عدد من رجال حرس الحدود المرابطين بمنطقة عسير، على امتداد الشريط الحدودي لليمن، والذين يؤكدون أنهم يعيشون في أريحية وصحة وسرور. ويعرفون أن خدمة دينهم أولا ثم مليكهم وحماية وطنهم ومقدساته ومدخراته، هي السر وراء هذه الحياة وذاك الشعور. وأكدوا أنهم لا يخافون المخاطر لأن هدفهم الدفاع عن وطنهم من الشرذمة الطاغية لمليشيات الحوثيين التي عثت فسادا في اليمن الشقيق، واعتدت على مواطنيه بعدما استباحت دماء الأبرياء من الشعب اليمني. «عكاظ» اقتربت كثيرا من حياة المرابطين الذين لا ترجف رموش أعينهم وهم يراقبون الحدود بدقة، لأن الوطن بأكمله يعول عليهم بعد الله في حماية حدوده، ولأنهم محل الثقة دائما يجددون التأكيد على أنهم لا ينامون، لكنهم ليسوا مرهقين، فالحافز المعنوي في الدفاع عن وطن بقامة المملكة التي تحتضن الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، تجعل اليقظة حاضرة والعيون ساهرة وفي أريحية. يقول المرابط مشلح الدوسري نقضي يوما ولله الحمد مرابطين على الحدود مع زملائنا الأشاوس والأبطال من منسوبي حرس الحدود والجيش المرابطين معنا على الحدود اليمنية، وبحمد الله نشعر بكل عز وفخر واعتزاز ونحن نؤدي أعمالنا مجاهدين ونعد العدة لهذه لشرذمة الحوثيين الباغية، إذا حاولوا الاقتراب من حدودنا، ونطلب من الله النصرة والثبات حتى يخلص الشعب اليمني من هذه العصابات الباغية التي استباحت دماء الأبرياء وأصبحت تتخبط في كل اتجاه، مشيرا إلى أن القرآن هو ونيسه الوحيد في الخطوط الامامية ودائما ما نرتله، بل يتدافع كل المرابطين في التلاوة، حتى يتبادلون الآيات، ويكملون بعضهم بعضا، فهي خير أنيس في ظلمة الليل ووحشة الجبال. ويضيف المرابط مضواح آل عائض: نذرنا أنفسنا ودماءنا مدافعين عن ديننا وخدمة لمليكنا ثم وطننا وحمايته ومقدراته ومقدساته. ويقول المرابط مفلح القحطاني، نحن ولله الحمد مرابطون وكلنا همة وشجاعة برفقة إخواننا من الجيش وزملاء لنا في حرس الحدود ونقضي أوقاتنا بين الصلاة وقراءة القرآن. ويزيد المرابط الملازم أول أحمد آل مجاهد بقوله نحن نعيش على ثغر من ثغور الوطن في خدمة الدين وسنة نبيه، ثم الوطن، ضد الشرذمة الضالة من الحوثيين، ونرافق زملاءنا من كافة القطاعات، ونقضي يوما وبحمد الله بكل صبر وتحمل ومعنوية مرتفعة. ويؤكد المرابط منصور علي آل فرحان حدودنا آمنة بفضل من الله، ونعيش حياة يومية كلها دعاء وصلاة وتواصل مع أسرنا عبر الهاتف، ونحن بخير ودولتنا الله يعزها لم تبخل علينا بكل عدة وتعداد، وكل ما نحتاجه يأتينا، ونحن في ثغور الوطن الغالي لنحميه من كل فاسد ومعتد أيا كان. ويشير المرابط مهدي حسن إلى أنه يقضي جل وقته ليلا في متابعة الحدود عبر الكاميرات الحرارية الليلية والدوريات الصباحية بالتناوب مع زملائه على مدار الساعة والجميع لديهم المعنوية الكبيرة والولاء للقيادة الحكيمة خدمة ودفاعا عن الدين ثم الوطن. وأوضح المرابط ناصر أحمد نحن جميعا جنود لخدمة الوطن وحماية مقدراته ومقدساته وحماية كل جزء من ترابه من الشرذمة الضالة من الحوثيين الذين هم بمشيئة الله في مراحلهم النهائية. ويقول المرابط هادي القحطاني: طوعنا أنفسنا ودماءنا وأموالنا وكل ما نملك خدمة للدين ثم المليك والوطن ومستعدون للبقاء ما بقي من الزمن على الحدود حتى ننتصر أو ننال الشهادة وجنة الخلد إن شاء الله لأننا ندافع عن العقيدة والدين ثم الوطن. وأضاف المرابط ياسر القحطاني أن استشهاد بعض الزملاء، لا يزيد المرابطين على الحدود إلا يقينا بالنصر أو الشهادة، والجميع هنا سواء من رجال حرس الحدود أو من القوات البرية، لا تزيدهم شهادة أحدنا إلا تلاحما وشجاعة وقوة في مواجهة العدو وأي معتد على بلاد الحرمين. ويشير المرابط الجندي يحيى علي القحطاني، إلى أن الكل هنا على الحدود، يعيشون كإخوة وكلهم في خندق واحد دفاعا عن الوطن بكل ما يملكون، وقال: دماؤنا رخيصة من أجل الدين، ولأجل الوطن ومقدراته ومقدساته، ونحن حصن حصين أمام كل معتد وكل فكر ضال ومذهب يحارب الدين الحنيف وضد كل العصابات التي تستبيح الدماء وتعتدي على الشرعيات وتريد التعدي على الأشقاء من الدول العربية المجاورة وضد كل تهديد يهدد أمن وطننا وعقيدتنا وحدودنا. وأضاف: نعيش في الحدود مرابطين إخوة، والجميع ترك منزله وأسرته وأطفاله؛ دفاعا عن الوطن ومقدساته من أي معتد أثيم ومن أي معتد قد تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن، ومحاولة الدخول ولو لشبر واحد في حدوده، وليعرف الجميع أن الموت سيكون حليفه، ونحن مرابطون نرفع أيدينا لله عز وجل أن يوفق الجميع وأن ينصر دينه وجنده الأبطال في عاصفة الحزم ويحمي قيادة هذا البلد المعطاء وهذا الوطن الغالي.