أثنى باحثون شرعيون على توجيه مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، بتحويل برنامج القيم العليا للإسلام، ومكافحته للتطرف والإرهاب، الذي يستهدف مناطق المملكة كافة، إلى المنطقة الجنوبية، إسهاماً مع الجنود المرابطين. وقال الدكتور محمد النجيمي، أستاذ الفقه بجامعة الأمير نايف للدراسات الإسلامية، في تصريحات إلى "تواصل": إن زيارة العلماء الكبار للجنود المرابطين على الحد الجنوبي ذات أهمية؛ لأنهم جزء من أهل الحل والعقد وهم من ولاة الأمر، وتأثيرهم على نفوس الجنود سيكون إيجابياً. وأضاف "النجيمي": أن هذه الزيارة جاءت في وقتها؛ لأن "عاصفة الحزم" أتت مفاجأة، وانشغل الجنود والطيارون بتدمير دفاعات العدو، والسيطرة على الحدود براً وبحراً وجواً، والآن هذا وقت زيارة العلماء وبث روح الدفاع عن العقيدة والوطن في نفوس الجيش. من جهته، صرح الدكتور تركي الطيار، المستشار القانوني والقاضي بوزارة العدل سابقاً، بأن زيارة الهيئة الرسمية لعلماء هذا البلد يضفي الصفة الشرعية لما يقوم به جنودنا الشجعان في حربهم ضد عدو المسلمين، حتى وإن كان الشعب يثق بقيادته الحكيمة وبآرائها السديدة، وحرصها على النهج الشرعي في قراراتها، إلا أن الإذن للعلماء بأداء دورهم النظري والميداني يعطي ثقة أكبر للمواطن تجاه دولته، ويوطد العلاقة أكثر بين الحكومة والعلماء. وأوضح أن هذه القرار بمثابة تطبيقٍ عملي صحيح للنظام الذي أعطى صلاحيات لهيئة كبار العلماء، قد تكون غابت عنها برهة من الزمن، مؤكداً أن كل هذا سيستشعره الجندي المسلم الذي يرابط دفاعاً عن دينه ووطنه، وما أجمل أن يشترك القرار السياسي والشرعي والقانوني نحو طريق وهدف واحد. أما الدكتور محمد السعيدي، أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى، فأكد أن أهل العلم الشرعي هم أولى الناس بالوقوف مع المجاهدين وتثبيتهم، وقد كان هذا شأن علماء الأمة من الصحابة – رضي الله عنهم – حتى علماء الدعوة السلفية الذين بجهادهم المبارك وحد الله هذه الجزيرة، وأقام الشريعة، وأتم النعمة. ولفت إلى أن أَثَر العلماء في هذا الجهاد ضد عدو الله الحوثي أعظم؛ لأن الشياطين من الإنس قبل الجن قد يُدخِلون إلى قلوب الجند المجاهدين بعض الشبهات كدعوى أنهم يحاربون مسلمين مثلهم، وقد تُؤثر هذه الشبهات على العقيدة القتالية للمحارب. وقال إن العَالِم مهمته أن يرسخ العقيدة القتالية لدى المجاهد، ويُبين له استحقاق هذه الفئة للقتال من أوجه كثيرة، كما أن الحرب هي بذل للنفس في سبيل الله تعالى، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، فلا بد أن يجد من أهل العلم من يُقوي عزمه، ويشد أزره ويبين له ما أعده الله تعالى من الثواب للمرابط والمقاتل. وأضاف أستاذ أصول الفقه، أن: "الجند كغيرهم من المؤمنين لكلمة العالم لديهم قدرها الأعظم ومكانها الأسمى، فتأثيرهم في النفوس لا نظير له". وذكر أن وقوف العلماء مع الجند في الجبهات يزيد من مكانة العالم عند الله، وعند عباد الله، ولا أحد تنفع الأمة مكانته بينهم مثل العالم؛ إذ إن توقير الأمة له عظيم الأثر في صلاحها، فالأمم التي تطيع أهل العلم فيها هي التي تجتمع كلمتها، وتعظم قوتها، وعكس ذلك الأمم التي يضعف أثر علمائها فيها. بدوره، قال الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور فهد سعد الماجد، إنه يجري حالياً الترتيبات اللازمة لزيارة أعضاء هيئة كبار العلماء إلى الحد الجنوبي. وأضاف: أن ذلك أقل ما يمكننا أن نقدمه لجنودنا المرابطين والمشاركين في عملية "عاصفة الحزم"، الذين يقدمون أرواحهم فداء للدين وحماية لبلاد الحرمين الشريفين، ونصرة لإخواننا اليمنيين، سائلاً الله تعالى النصر والتأييد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، وأن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين.