بعد يومين من الاعتداءات الدامية في باريس يحرز التحقيق تقدمًا سريعًا أدى إلى تحديد هويات ثلاثة انتحاريين فرنسيين، علمًا بأنه تركز أمس الأحد على بلجيكا حيث أقام انتحاريان من هؤلاء. وبين المنفذين السبعة للاعتداءات تمكن المحققون حتى الآن من تحديد هويات ثلاثة. وأعلن مدعي باريس الأحد أنه تم تحديد هوية انتحاريين فرنسيين اثنين آخرين شاركا في اعتداءات باريس. وقال فرنسوا مولان في بيان إن هذين الشخصين كانا يقيمان في بلجيكا، لافتًا إلى أن أحدهما (عشرون عامًا) هو «منفذ إحدى الهجمات الانتحارية التي ارتكبت قرب ستاد فرنسا»، والثاني (31 عامًا) هو من فجَّر نفسه في بولفار فولتير بشرق باريس. وإنها تبحث عن رجل بلجيكي المولد حذرت من أنه شديد الخطورة. وأضاف البيان «الإرهابيان اللذان قتلا في ليلة 13 نوفمبر تحددت هويتهما رسميًا اليوم (الأحد) من خلال البصمات.» وتابع أنهما فرنسيان كانا يعيشان في بلجيكا. وقالت الشرطة على تويتر إنها تسعى أيضًا لاعتقال رجل بلجيكي المولد يدعى عبدالسلام صلاح فيما يتعلق بالهجوم ووصفته بأنه «خطير». والانتحاري الفرنسي الأول الذي حددت هويته هو عمر إسماعيل مصطفائي (29 عامًا)، الوحيد حتى الآن الذي كشفت هويته ضمن مجموعة قاعة باتكلان، وهو فرنسي مولود في ضواحي باريس. وأعلنت النيابة العامة البلجيكية أن فرنسيين اثنين أقاما في حي مولينبيك، هما ضمن الانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات مساء الجمعة. وأوضحت أن سيارتين، بولو وسيات، سوداوين استخدمهما المهاجمون وعثر عليهما في باريس أو في ضاحيتها القريبة، تم تأجيرهما في بداية الأسبوع في بلجيكا. وسيارة سيات التي شاهدها شهود في أماكن الهجمات على حانات ومطاعم في شرق باريس، عثر عليها محملة ببنادق كلاشينكوف. وعثر عليها في مونتروي شرق باريس. وكان عثر على سيارة البولو قبل ذلك قرب قاعة العروض باتكلان التي شهدت حمام دم قتل فيه 89 شخصًا، وحيث قتل ثلاثة انتحاريين بعد تفجير أحزمة ناسفة. وفي الإجمال يشتبه في قيام ثلاث مجموعات من المسلحين المتطرفين بزرع الرعب والموت مساء الجمعة بباريس ما أوقع 129 قتيلًا وأكثر من 350 جريحًا بين باتكلان وأحياء شرق باريس وملعب فرنسا (ستاد دو فرانس). ويسعى المحققون إلى معرفة ما إذا كان بعض منفذي الاعتداءات فر أو ضمن المشبوهين الذين أوقفوا في بلجيكا. - ثلاثة اشقاء - وتم توقيف سبعة أشخاص في بلجيكا منذ السبت. وكان أحدهم أجّر إحدى السيارتين وتم اعتراضه أثناء عملية مراقبة صباح السبت في كامبري شمال فرنسا قرب الحدود مع بلجيكا. وعلى غرار الانتحاريين الفرنسيين الاثنين هناك أشخاص آخرون أوقفوا يقيمون في حي مولانبيك ببروكسل حيث يبدو أنه تم تشكيل شبكة للتحضير للاعتداءات. واسترعى ثلاثة أشقاء انتباه المحققين بشكل خاص أحدهم قتل في الاعتداءات. ووضع آخر قيد الإيقاف الاحتياطي في بلجيكا قبل الإفراج عنه بحسب مصدر أمني فرنسي غير أن النيابة البلجيكية نفت الإفراج عنه. وأصدرت بلجيكا مذكرة توقيف دولية بحق الشقيق الثالث. وفي فرنسا وضع سبعة أشخاص من أفراد أسرة أحد الانتحاريين وهو عمر إسماعيل مصطفائي (29 عامًا- فرنسي- مولود بضواحي باريس)، قيد التوقيف الاحتياطي. وتم سماع أقوال والده وزوجته وشقيقه. وكان هذا الانتحاري وهو أحد مهاجمي قاعة باتكلان بباريس، في قطيعة مع أسرته، بحسب المعطيات الأولية للتحقيق. وتم التعرف عليه بتحليل أصبع عثر عليه في بتاكلان وتبيَّن أنه مسجل لدى الأمن منذ 2010 كمتطرف إسلامي لكن لم تعرف له علاقات بشبكات جهادية، بحسب القضاء الفرنسي. وهو معروف خصوصًا لدى أجهزة الأمن بسبب جرائم صغيرة أدت إلى صدور ثمانية أحكام بحقه بين 2004 و2010 لكن بدون أي عقوبة سجن. وعثر المحققون أيضًا قرب جثة انتحاري عند ملعب فرنسا على جواز سفر سوري واحد على الأقل يعود لمهاجر وصل إلى اليونان في 3 تشرين الأول/اكتوبر. وأعلنت أثينا الأحد أن جواز السفر السوري الذي أعلن العثور عليه قرب جثة أحد منفذي اعتداءات باريس مساء الجمعة يحمل اسم أحمد المحمد (25 عامًا) وكان قدمه طالب لجوء وصل إلى اليونان قبل أن يسلك طريق البلقان. من جانبه أعلن وزير الدولة الفرنسي لشؤون الرياضة تيري بريلار أمس الأحد أن الانتحاريين الذين نفذوا هجمات بالقرب من ستاد فرنسا في العاصمة الفرنسية باريس، كانوا يعتزمون اقتحام الاستاد أثناء إقامة مباراة منتخبي فرنسا وألمانيا مساء أول أمس. وقال بريلار إن الانتحاريين الثلاثة عندما لم ينجحوا في اقتحام الاستاد، قاموا بتفجير أنفسهم في الهواء ما تسبب في قتل شخص بريء. المزيد من الصور :