دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل أمس الأربعاء، إلى تشكيل قيادة ميدانية موحدة ل»انتفاضة القدس»، وقال مشعل المقيم في الدوحة في لقاء مع عدد من الصحافيين الفلسطينيين في غزة عبر نظام «سكايب»: إن المطلوب «تشكيل قيادة ميدانية للانتفاضة»، وشدد على «ضرورة الاتفاق على استراتيجية نضالية مشتركة بكل خياراتها تكون فاعلة وضاغطة على الاحتلال ونحقق بها اهدافنا». واضاف أن «مسؤولية القيادة هي رسم رؤية مشتركة وأهداف سياسية وطنية محددة للانتفاضة، وأرى أنها تشمل إحباط مخطط الاحتلال في تقسيم المسجد الأقصى». وأكد مشعل على «المقاومة بكل خياراتها المسلحة ودون المسلحة، لكنني أؤمن بأهمية تنسيق الجهاد وتشكيل رؤى وبرامج موحدة تقاد بقيادة ميدانية لتعظم شأن الانتفاضة». وطالب ب»الوحدة الفلسطينية لأنها ضرورة لنجاح الانتفاضة في تحقيق أهدافها»، واعتبر مشعل «أننا في انتفاضة حقيقية ونعيش في أجوائها البطولية، ويجب أن تمتد الانتفاضة هذه لتحرر القدس والضفة الغربية كما حررت الانتفاضة الماضية (في العام 2000) قطاع غزة»، وشدد على ضرورة «المزاوجة بين الفعل النضالي الميداني المقاوم وبين السياسة والدبلوماسية»، مؤكدا رفضه «أن نسوق غزة إلى حرب جديدة». من جهة أخرى، عقدت اللجنة العربية المعنية بالتحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، اجتماعًا تشاوريًا أمس الأربعاء، بمقر الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مصر وبحضور الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي. وبحثت اللجنة خلال اجتماعها، التحركات الرامية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وحشد الجهود من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق سقف زمني محدد، ومتابعة تنفيذ قرار قمة شرم الشيخ الأخيرة فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وعلى صعيد استمرار المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصيب أمس الأربعاء، عشرات المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي وبالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وبالاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي جرت في عدة محاور بالضفة الغربية، واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، حرم جامعة القدس في بلدة أبو ديس وألقت وابلا من قنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع باتجاه الجامعة. كما سلمت سلطات الاحتلال إخطارات بهدم عشرة منازل في قرية جالود، جنوب نابلس بذريعة عدم الترخيص ولقربها من بؤرة استيطانية تسمى «احيا»، فيما بدأ الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية في قلقيلية وسفليت. ودعا مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها أمس الأول، في مدينة الخليل، مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إلزام إسرائيل بإزالة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة وفتح شارع الشهداء بمدينة الخليل، وتمكين قوات الأمن الفلسطيني من الانتشار في المنطقة لتوفير الحماية للمواطنين من اعتداءات وجرائم المستوطنين. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس، شابين فلسطينيين أحدهما أسير محرر في بلدة قباطية جنوب جنين. وذكرت مصادر محلية في جنين أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر مجد محمد كميل، وصلاح كميل أبو زلطة، بعد مداهمة منزليهما. وأطلقت إسرائيل أمس سراح الأسير الفلسطيني محمد علان الذي خاض إضرابا عن الطعام لشهرين، بعد اعتقاله لمدة عام بدون محاكمة، بحسب ما أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية. وقد اعتقل علان، وهو محام في ال31 من العمر، في نوفمبر 2014 ووضع قيد الاعتقال الإداري لستة أشهر قبل تمديد اعتقاله ستة أشهر أخرى. وتقول إسرائيل: إنه من حركة الجهاد الإسلامي التنظيم الذي تعتبره إسرائيل تنظيما «إرهابيا». وكان علان قد بدأ في 18 يونيو إضرابا عن الطعام استمر لمدة شهرين مطالبا بإطلاق سراحه، وقام بإنهائه في العشرين من أغسطس بعد يوم من قرار المحكمة العليا الإسرائيلية تعليق أمر الاعتقال الإداري بحقه. وبعدها استأنف علان إضرابه ليوم واحد في 17 سبتمبر احتجاجا على إعادة وضعه في الاعتقال الإداري بعد تحسن حالته الصحية. وبحسب القانون الإسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني يمكن اعتقال مشتبه به فترة ستة أشهر من دون توجيه تهمة إليه بموجب قرار إداري قابل للتجديد لفترة زمنية غير محددة، وهو ما يعتبره معارضو هذا الإجراء انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.