بدأ الجيش السوري أمس الاربعاء عملية برية واسعة في وسط البلاد مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، تزامنا مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين ان قواته ستساند بفعالية هذه الهجمات. وفي موقف لافت، ابدت موسكو الاربعاء استعدادها لإجراء اتصالات مع «الجيش السوري الحر» في اشارة الى الفصائل المصنفة ب»المعتدلة»، رغم تكرار مسؤولين روس في الايام الاخيرة انهم ينتظرون شرحا من الدول الغربية لمفهوم «المعارضة المعتدلة». فيما، اعلنت الولاياتالمتحدة ان اكثر من 90 % من الغارات الجوية الروسية في سوريا لا تستهدف تنظيم داعش او فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة بل تستهدف فصائل مسلحة سورية معتدلة تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاربعاء «بدأ الجيش السوري والقوات الرديفة عملية برية على محور ريف حماة الشمالي تحت غطاء ناري لسلاح الجو الروسي»، تستهدف «اطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا» التي تتعرض منذ ايام لضربات روسية جوية. ويواجه الجيش السوري في تلك المنطقة وفق المصدر، جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، بالاضافة الى فصائل اخرى مقاتلة بعضها اسلامية ك»صقور الغاب وتجمع العزة». ويسعى الجيش، وفق المصدر، الى «تأمين طريق دمشق حلب الدولي» الذي يمر عبر حماة و»المغلق حاليا بسبب العمليات العسكرية». وتزامن بدء هذه العملية مع اعلان بوتين الاربعاء ان العمليات الروسية المقبلة «ستكون متزامنة مع العمليات البرية للجيش السوري»، مضيفا ان «سلاح الجو سيساند بشكل فعال هجوم الجيش السوري». في غضون ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الامريكية الاربعاء ان طائرة واحدة على الاقل تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش الارهابي اضطرت لتغيير مسارها اثناء تحليقها في الاجواء السورية لكي تتجنب الاقتراب كثيرا من مقاتلة روسية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن البحري جيف ديفيس «مرة واحدة على الاقل اضطررنا لأخذ إجراء لتغيير مسار» احدى طائرات التحالف بقيادة امريكية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو انه «منذ 30 سبتمبر وحتى الآن اصابت الضربات 112 هدفا. وكثافة الضربات تتزايد»، مشيرا الى ان «4 سفن من اسطول بحر قزوين شاركت في العملية العسكرية». ويظهر شريط فيديو ورسوم بيانية نشرتها وزارة الدفاع الروسية اطلاق الصواريخ من سفن حربية في بحر قزوين لتعبر الاجواء الايرانية ومن ثم العراق وصولا الى سوريا. وبعد مقارنة الرسوم البيانية لاهداف الصواريخ مع خريطة المناطق السورية، يمكن التقدير ان احد هذه الصواريخ سقط في المنطقة التي تتواجد فيها مدينة الباب في حلب، فيما تظهر الصواريخ الاخرى متجهة نحو اهداف في محافظة ادلب. واعلنت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء انه «وفقا للموقف الذي عبر عنه الرئيس بوتين فان روسيا مستعدة للمساهمة في توحيد جهود الجيش السوري والجيش السوري الحر لمحاربة تنظيم داعش ومجموعات ارهابية اخرى بما في ذلك التنسيق مع طلعات الطيران الروسي». وابدت في بيان استعدادها لاجراء اتصالات مع «قادة هذه البنية لبحث امكانية مشاركتها في العمل لوضع عملية تسوية سياسية للازمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية». واكد بوتين الاربعاء ان نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اقترح عليه الجمعة في باريس «توحيد جهود» قوات الاسد والجيش السوري الحر، لكن مصادر مقربة من هولاند اعلنت امس ان الاخير لم يقترح هذه الفكرة لكنه ذكر بوتين «بضرورة وجود المعارضة السورية في اي مفاوضات محتملة». واقر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء بان اوروبا «تأخرت» في تقدير حجم «المآسي» في الشرق الاوسط وافريقيا التي تسببت بأسوأ ازمة لاجئين في القارة القديمة منذ 1945، محذرا من عواقب «حرب شاملة» في سوريا. واكد الرئيس الفرنسي «ان اوروبا سعت جاهدة لانقاذ ارواح بشرية ومكافحة الشبكات الاجرامية» التي تستغل تدفق اللاجئين، لكن «اوروبا تأخرت في ادراك ان المآسي في الشرق الاوسط وافريقيا ستؤدي الى عواقب عليها». واعتبر هولاند ان على الاتحاد الاوروبي ان يطبق بأسرع ما يمكن الاجراءات التي اتفق عليها لمواجهة الازمة. وشدد على «الحزم، التضامن، المسؤولية» موضحا «ان هذه المبادىء الثلاثة غلبت ويجب ان تبقى كذلك». وناشد الرئيس الفرنسي اوروبا التحرك في سوريا. «اذا سمحنا بتفاقم المواجهات الدينية، بين الشيعة والسنة، لا تظنوا اننا سنكون بمنأى: ستكون هناك حرب شاملة يمكن ان تطال ايضا اراضينا بالذات». واضاف «يجب ان نبني في سوريا مع كل الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلا سياسيا يعطي الشعب السوري بديلا غير بشار الاسد او داعش». المزيد من الصور :