هل حقيقة السؤال الكبير في التعليم العالي يتمحور حول: (هل جامعاتنا السعودية تستحق أن تكون ضمن أفضل مائة جامعة على مستوى العالم أو أفضل 500 ؟). في نظري الإجابة غير مهمة، ولا ينبغي أن تشغلنا عن السؤال الأكبر: أين يقف خريج الجامعة اليوم من حيث التحصيل العلمي والتأهيل المهني لسوق العمل، مقارنة بجامعات العالم الأخرى التي يهمنا تجاوزها في سلم التصنيفات أو التراتيبيات العالمية؟ كيف يتسنى لنا المقارنة بين خريجي جامعة الملك سعود مثلاً وخريج جامعة إسطنبول أو جامعة آخن في ألمانيا؟ وحتى لا نقفز إلى مقارنات مباشرة، يمكن الشروع في دراسات متوازية منفصلة؟ مثلاً لم أسمع أبداً عن جامعة سعودية بحثت في معدل ساعات المذاكرة الأسبوعية التي يقضيها الطالب الجامعي عامة، ولكل مقرر على حدة، اذ تتفاوت المقررات من حيث الصعوبة، وكلها صعب في الحقيقة إذا أردنا تعليمًا على مستوى مقبول. وعلى هامش الصعوبة والسهولة، حكى لي زميل كريم ذات مرة أن ابناً له سجل مادة عن حوار الأديان في جامعة أمريكية. كان يظنه مقرراً نظرياً بحتاً، لكنه فُوجئ بتقسيم طلبة المقرر إلى 3 مجموعات تمثل الإسلام والنصرانية واليهودية. وعلى كل مجموعة البحث عبر التاريخ والمراجع عن أدلة وبراهين على صحة الدين الذي تمثله، ثم تجري مناظرات متعددة تتناول محاور مختلفة بهدف إثراء الموضوع وفهمه. نريد أن نعرف حقيقة معدل عدد الساعات التي يمضيها في الترفيه مثلاً؟ وكم يمضي في النوم والاسترخاء؟ وماذا يفعل خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ كم من الصفحات يقرأ في المعدل؟ وكم من المسائل يحلّ اسبوعياً؟ وكم من الدروس يراجع مراجعة حقيقية مثمرة؟ نريد أن نعرف مدى رضاه عما خرج به من هذا المقرر أو ذاك؟ وهل يملك الثقة الكافية في نفسه ليقف موقف الند مع خريج أي جامعة عالمية أخرى؟ هناك أسئلة كثيرة يجب أن تُطرح من باب (المكاشفة والمصارحة وتقويم الذات) بعيدًا عن الجري وراء تصنيفات لا تغني ولا تسمن من جوع. سوق العمل يسأل عن الخريج ومؤهلاته وتأهيله! ولا يهمه أي ترتيب تحظى به الجامعة، أو أي مكانة بحثية تنالها؟ [email protected]