فيما كانت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة سامنتا باورز تؤكد أن مجلس الأمن سيعقد في 24 أغسطس الجاري اجتماعاً غير رسمي للتباحث في الهجمات التي يشنها داعش على المثليين جنسياً، كان الجنرال ريموند أوديرنو رئيس الأركان الأمريكي يؤكد عدم قدرة العراق وحده على مقاومة داعش وأن الحل العملي للأزمة يكمن في التقسيم! أنت لا تملك في هذه اللحظة سوى أن تضرب كفاً بكف دون إبداء أدنى شعور بأي تأفف! ومهما يكن من أمر الحماس منقطع النظير في مجلس الأمن للإعداد للجلسة التاريخية حول حقوق المثليات والمثليين والثنائيين والمتحولين جنسياً، مقارنة بالأطفال والنساء وكبار السن من المشردين اللاجئين في سوريا وفي العراق وفي فلسطين، ومهما يكن من خطورة نزعات وحملات التقسيم، فإن أحداً لايمكن أن يعترض..لا على مجلس الأمن المنعقد خصيصاً من أجل المثليين، ولا على الجنرال ريموند بشأن جدوى حل التقسيم! فإن تجرأت كالرئيس العراقي معصوم وتوليت الرد على القضية الثانية، فينبغي أن يكون اعتراضك على الشكل لا على المضمون، كأن تقول مثلا: «إن الأمر صعب من الناحية العملية وإن أكثر الآراء تذهب الى التقسيم الى ولايات ضمن دولة فيدرالية»! في تلك الأثناء، كان داعش يواصل (مهمته التاريخية) في هدم المعالم والمتاحف ومحو التراث باعتبارها مخلفات جاهلية، وكانت واشنطن تعلن نجاح العلماء في فك شفرة الأسرار الجينية لواحد من عجائب كوكب الأرض التي تعيش تحت الماء، وهو الأخطبوط صاحب الأذرع الثمانية التي تتراص عليها ممصات ذات مظهر ينتمي لعوالم أخرى! والحق عندي أن اكتشاف الأسرار الجينية المخلقة في داعش، ومع الاحترام الكامل للبحث العلمي والاكتشافات الفقارية واللافقارية، أهم كثيراً للبشرية من اكتشاف جينات الاخطبوط! صحيح أن الأخير صاحب أذرع ثمانية، لكن وفي المقابل لداعش أكثر من ثمانية! وصحيح أن الأخطبوط من اللاحمات التي تمزق جسم الفريسة، ويمكنه استخدام السم في اصطياد فرائسه، لكن داعش من الراجمات التي تمزق جسد الأمة، ويمكنه استخدام الذبح والسلخ قبل التقسيم! صحيح أن «الاخطبوط والرأسقدميات الأخرى تستطيع التمويه ببشرة يمكنها تغيير لونها وقوامها في غمضة عين» لكن داعش أيضا يستطيع تفجير أي مسجد في طرفة عين! لقد كان من الممكن الصرف بسخاء على عملية فك شفرات جينات الاخطبوط البشري الفقاري داعش، بموازاة الصرف على فك شفرات جينات الأخطبوط اللافقاري! إن مجهوداً أمريكياً صادقاً يمكن أن يسفر عن فك شفرات جينات داعش، ويمكن كذلك أن يوفر أموال التسليح للتصدي لخطر التنظيم، وهذا بالتأكيد أفضل وأجدى كثيراً من الانتظار حتى يوم 24 أغسطس وانتظار قرارات مجلس الأمن الخاصة بموقف داعش من المثليين.. وأستغفر الله العظيم! أخشى أن ينتهي إجتماع مجلس الأمن التاريخي بشأن اعتداءات داعش على المثليين، باستدعاء «ممثل» تنظيم الدولة وتعهده بحماية حقوق المتحولين جنسياً، أسوة بكل الدول الملتزمة بحقوق الإنسان..ويا هوان الهوان! [email protected]