نجح العلماء في فك شفرة الأسرار الجينية لواحد من عجائب كوكب الأرض التي تعيش تحت الماء.. إنه الاخطبوط صاحب الأذرع الثمانية التي تتراص عليها ممصات ذات مظهر ينتمي لعوالم أخرى، فيما ينعم بحيز كبير للمخ يجعله واحدا من أذكى الحيوانات اللافقارية في العالم. وأماط الباحثون أمس الأول اللثام عن أول طاقم وراثي كامل (جينوم) للاخطبوط أو أي من أنواع الرخويات التي تضم أيضا أنواع الحبار (السبيط) وغيرها من طائفة الرأسقدميات. وقالت كارولين ألبرتين خريجة علوم الأحياء بجامعة شيكاغو التي شاركت في هذه الدراسة التي نشرتها دورية (نيتشر): "الاخطبوط والرأسقدميات الأخرى مخلوقات عجيبة بالفعل". وأضافت: "انها تستطيع التمويه ببشرة يمكنها تغيير لونها وقوامها في غمضة عين. لديها 8 أذرع ذات قدرة على الإمساك بالأشياء والالتفاف عليها وبها ممصات تتراص على الأذرع وتستخدم في الاقتناص والمناورة وحتى - مما يثير الدهشة - تذوق الأشياء فضلا عن وجود عيون تشبه الكاميرا، ومخ كبير به العديد من التفاصيل يجعل منها كائنات مفترسة نشطة تتميز بمظاهر سلوكية معقدة". ورصد الباحثون التسلسل الجيني (الجينوم) الخاص بإخطبوط كاليفورنيا ذي البقعتين - واسمه العلمي (أوكتوباس بايماكولويدس) وهو نوع صغير نسبيا بني اللون يميل الى الرمادي، وله بقعتان قزحيتا الألوان يغلب عليهما اللون الأزرق تقعان على جانبي الرأس. ويعيش هذا النوع قبالة الساحل الجنوبي لكاليفورنيا. ويتميز جينوم الاخطبوط بكبر حجمه على نحو يقارب جينوم الانسان، وهو أكبر كثيرا من جينوم اللافقاريات الأخرى التي تم رصد تسلسلها الجيني مثل الذباب والحلزون والمحار (الجندوفلي). ومن بين نحو 33 ألف جين ما يقرب من 3500 جين لا توجد في أي من أنواع الحيوانات الأخرى الكثير، منها جينات تختص بنوع الاخطبوط دون غيره وتتعلق بنشاط المخ ووظائف الممصات وشبكية العين والقدرة على التمويه والتخفي.