بعد مشاهدة اللقاء الذي تم عرضه قبل أيام على قناة mbc ضمن برنامج الثامنة مع الموقوف بتهمة الإرهاب خالد المولد أيقنت تماماً أن القضاء على الإرهاب ومحاربته لن تتم باستخدام القوة العسكرية فقط حتى وان أصبح استخدامها في هذه المرحلة أمراً حتمياً كونه -أي الارهاب- استشرى في شتى البقاع وتحول من قضية فكر وهمية الى قضية اطماع سياسية حقيقية استثمرها الطغاة والطامعون، حيث إن المتتبع لرحلة الانحراف التي مر بها المولد يجدها تحكي بدقة مراحل تطوره وتناميه ومن يقف خلفه ويدعمه ويغذيه ويطعمه ويسقيه ،فالمولد ما هو الا عينة يتشابه معها الكثير من رفاقه الارهابيين ، ومن المؤكد ان أجهزة الأمن لدينا تعلم ذلك . ولعلي من خلال تجاربي الحياتية التي استشرفتها إبان عملي في مجال التعليم ومن خلال المعطيات الفكرية لذلك اللقاء أستطيع الخروج بالنتائج التالية : -أن الفكر الإرهابي نما وترعرع تحت مظلة بعض التعاليم الشرعية المتطرفة التي لا تمثل حقيقة تعاليم ديننا السمحة التي حددتها الآية الكريمة ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) تلك التعاليم التي تبناها بعض المشايخ أو مدعي التشيخ من المتطرفين الذين ينظرون الى تلك التعاليم من زوايا ضيقة لاعلاقة لها بالدين الوسَطي فغذوا بها عقولهم حتى استوت . - أن تلك التعاليم التي يتلقاها طلاب أولئك المشايخ تجعلهم يعيشون في صراعات نفسية واجتماعية تنتهي بهم الى الامراض النفسية او الى تعاطي المخدرات ،وفي كلا الحالين تنعدم الرؤية أمامهم ويختل سلوكهم فينعكس ذلك على معاملاتهم التي اتخذوا من الدين سبيلاً للتنفيس بها كونه مصدر قوة وتأثير ينفذون منه لتفريغ شحناتهم فيتحولون الى أفراد عدوانيين يقتلون ويفجرون ويكفِّرون . - أن الحل الأنجع للقضاء على الارهاب يكمن في سد منابعه الحقيقية لا الوهمية وهي معروفة للقاصي والداني ويأتي في مقدمتها تشذيب المناهج التعليمية الدينية واجتزاز ما يغذي التطرف والتشدد منها انطلاقاً من قوله تعالى (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) وانطلاقاً من الحديث النبوي الشريف ( الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات ) فالحرام بينونته تكون بما ورد فيه نص قرآني بتحريمه وضبط الدعوة من خلال منابر المساجد والملتقيات الدعوية وأجهزة الاعلام بمختلف صورها لتنضوي جميعاً تحت مظلة الوسطية التي حث عليها ديننا الاسلامي وتحت مظلة الدعوة بالتي هي أحسن التي أكد عليها القرآن الكريم. ويقيني أن ذلك لو تم فعلاً تحت مظلة الدول والمنظمات الاسلامية ووفق خطط ملزمة للجميع فإن الارهاب سوف يصبح تأريخاً يُحكى وتدرس آثاره.