اعتبر اكاديميون ومتخصصون أن تحصين الفكر بمثابة حائط الصد الأول للتطرف والغلو والتشدد الذي يقود للإرهاب والأعمال الاجرامية، ودعوا للاهتمام بالشباب وتحصينهم مع العمل الجاد لتأمين حدود المملكة السعودية، مع إيضاح المفاهيم الفكرية الخاطئة وتصحيحها وتجفيف منابع الإرهاب. "اليوم" التقت بعدد من الاكاديميين لاستطلاع مرئياتهم في كيفية القضاء على الفكر الارهابي وتحصين الشباب من الانزلاق وراء الفكر المتشدد والغلو في الدين وتقول د. إيمان ميمش- وكيلة عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين- جامعة الملك خالد: مما لا شك فيه أن الإسلام دين السلام والداعي إلى التيسير وعدم التعسير والى الرفق والبعد عن العنف، وقد أعلنها «صلى الله عليه وسلم» في حجة الوداع صراحة بقوله: "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..". وترى "ميمش" ضرورة العمل على تأمين حدودها لمنع التسلل أو تهريب السلاح لها وإشراك المجتمع السعودي في محاربة هذه الظاهرة بنشر قوائم المطلوبين الإرهابيين، ليتسنى للجميع التعرف عليهم والمساعدة في القبض عليهم، مع إيضاح المفاهيم الفكرية الخاطئة وتصحيحها وتجفيف منابع الإرهاب. ونادت "ميمش" بتكوين لجنة للمناصحة ممثلة في مركز الأمير محمد بن نايف مهمتها العمل على إعادة تأهيل من غرر به منهم؛ ليتمكنوا من العودة للطريق السليم وعقد المؤتمرات الدولية لمحاربة ظاهرة الإرهاب والمشاركة في تلك التي تعقد في الخارج ودعمها. وفي ذات السياق اعتبر المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي بن محمد آل كركمان أن الإرهاب يظل هاجساً يقلق الحكومات والشعوب والأفراد، ومن هنا يجب مواصلة الجهود لتحصين عقول النشء من الأفكار الدخيلة والمنحرفة، ويقع الدور الأعظم في ذلك على المؤسسات التربوية والتعليمية، لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات واضطرابات. وأشار آل كركمان إلى أن قضية الأمن الفكري تحتل مكانة مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع؛ تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي. وفي غضون ذلك د. شنيفاء محمد القرني- عميدة المركز الجامعي لدراسة الطالبات- بجامعة الملك خالد أن الإرهاب له أبعاد دينية وسياسية واجتماعية تختلف وتتنوع حسب القالب الذي يظهر فيه، وقالت: لعل المفهوم العام للإرهاب يشير إلى ممارسة الإيذاء والتدمير والإساءة والقتل أحياناً كطبع بشري يمارسه غير الأسوياء من البشر ولا يختص بدين أو مذهب ولا زمان أو مكان، وقد ظهر الإرهاب من نشوء الجنس البشري. ومن الغريب والملفت للنظر محاولة إلصاق الإرهاب بالإسلام الذي هو براء منه، فالله يقول في محكم كتابه "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" (125 النحل) كما يقول عز وجل "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" (25 يونس). وترى شنيفاء أن الحملة الشعواء التي يشنها بعض المغرضين والإعلام المسيء ضد الإسلام والمملكة العربية السعودية في قلب ذلك إنما هي حملة منظمة تسير بخطى مقننة، ولا بد من أن نستوعبها ونتنبه لها. ولعل من المطمئن وجود تلك الوحدة التي تنعم بها المملكة بين الشعب والحكومة واتحاد الرؤية والهدف، ولقد تجسد مؤخراً دور المملكة بجلاء ووضوح في مكافحة الإرهاب بالدعم المادي السخي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، كما أن المملكة تلتزم وتنفذ القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن والمبنية على ميثاق الأممالمتحدة. ونحن كمواطنين في هذه الدولة الأبية التي تحمل لواء الإسلام يقع على عاتقنا واجب الحفاظ على الدين والوطن بالأفعال والأقوال سراً وجهرا داخل المملكة وخارجها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا بلادنا وولاة أمرنا ويعم السلام والأمان جميع بلاد المسلمين. وتقول أسماء زاهر- مديرة مدارس البيان المطورة: "المتطرفون يلعبون (البلوت) ويأكلون الفصفص ويثيرون الأفكار من أجل زرع خلايا سرطانية في مجتمعنا ووطننا، لكن يقظة رجال الأمن أحبطت هذا الخطر الإرهابي الذي تعددت خلاياه وتوزعت عبر مناطق مختلفة من المملكة". وقالت: "تاريخ الإرهاب، قصة قتل قابيل لأخيه هابيل أول عمل إرهابي على وجه الأرض وهذا ما اتفقت عليه الكتب الإلهية الثلاثة "القرآن والتوراة والإنجيل" مع اختلاف في التفصيل والإيجاز. وعن دور المجتمع في محاربة الارهاب تقول أسماء: علينا كآباء وأمهات ومعلمين ومسؤولين ومربين أن نحمل على كاهلنا البناء النفسي، والتربية الروحية، والحوار الصادق، والإصلاح الشامل لكل فرد في المجتمع)، قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). وعن دور المملكة في محاربة الإرهاب فإن المملكة تبذل جهوداً كبيرة لمكافحة الإرهاب على جميع الأصعدة وتلك الجهود أشار إليها أحد الباحثين الغربيين أستاذ الاستراتيجيات (أنثوني كورد سمان) في تقريره المنشور في 19 فبراير 2004م، وأن المملكة فيما يتعلق بمجهوداتها في مكافحة الإرهاب وتعاونها مع الولاياتالمتحدة بذلك لها جهود كبيرة منذ أحداث 11 سبتمبر، وبهذا ظل مفهوم الإرهاب غير واضح رغم الجهود المبذولة في المملكة العربية السعودية خاصة وفي العالم عامة، مع اتفاقهم في توصيف الممارسات الإرهابية، ويجب علينا "نحن" مع جهود المملكة أن نكون يدا بيد ونعمل سويا لمحاربة الإرهاب وذلك بالبناء النفسي، والتربية الروحية، والحوار الصادق، والإصلاح الشامل. الإرهاب الأسود ضد الإنسانية القوات الباسلة تصدت للإرهاب بكل شجاعة الإرهابيون قتلوا الشجر والبشر