بعيدا عن نظرية المؤامرة والمكيدة الصهيونية ولا يستبعد وجودها خصوصا بعد تصويت البرلمان الفرنسي على الاعتراف بدولة فلسطين . إن أحداث فرنسا وحادثة الإرهاب التي قتلت طاقم تحرير صحيفة (شارلي ابدو) جعلت الإرهابي الأكبر( نتنياهو) بقف في صدر مظاهرة منددة بالإرهاب وجعلت وسائل الإعلام العالمية المعادية تصور إسرائيل كأنها إحدى الدول المتضررة منه . ولكنناإذا نظرنا إلى بعض الأمور بنظرة واقعية نستخلص ما يلي : أولا : ليس غريبا أو مستغربا أن يسخر قومٌ لا يؤمنون بالله ولا يعتقدون بدين من المؤمنين والرسل فالتاريخ يكرر الأحداث منذ بدء الخلق ، بل أن أمم قتلت الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فلماذا نتشنج وتصيبنا هستيريا عصبية ونتصرف بردات فعل على مستوى فردي ونثبت أن ( تهمة ) الإرهاب هي سلوك إسلامي فردي لكل مسلم ، هذا الاتهام الذي يريد أعداؤنا إثباته علينا في ظل هذا التواصل الإعلامي الضخم عبر وسائله الالكترونية المختلفة ؟ ثانيا : فرنسا ومعظم الدول العلمانية تعتمد المبدأ الاقتصادي الرأسمالي وتفصل بين المعتقد الشخصي والانتماء للوطن . بمعنى آخر أن المؤسسات الإعلامية التي في تلك الدول يكون لها توجهات فكرية ويملكها شخص واحد لكن لا يحق للدولة التدخل أو منع شيء من النشر طالما لم يتعارض مع القوانين التشريعية التي اعتمدتها (برلماناتها ) وحتى لو نشر شيئا مخالفا للأنظمة فإن الناشر يحاسب عبر المحاكم . بل إن الصحافة تسمى ( سُلطة رابعة) في تلك الدول فلماذا لا نستغل هذه القوانين خصوصا من أصحاب المال من المسلمين و كدعاة للإسلام نفتح المؤسسات الإعلامية هناك وننشر الفكر والدين الإسلامي الصحيح بطريقة مباشرة وغير مباشرة مستفيدين من التوجيه الرباني في قوله تعالى ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ونعمل كما عمل التجار الحضارم من نشر الدين الإسلامي في شرق آسيا بدلا من فتح قنوات ووسائل إعلام هنا في دول الإسلام لا تهتم إلا بمغنية أو راقصة وفستانها ومسابقات (سفسطائية) لا هدف لها سوى قليل من الترفيه وتسطيح فكر شبابنا وجمع أموال من الدعاية ؟ ثالثا : لماذا لا تتبنى الدول الإسلامية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية موقفا موحدا وتعتمد جهة قانونية موحدة تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي يكون لتلك الجهة القانونية حق الملاحقة وعبر المحاكم لكل جهة ذات ملكية خاصة تسيء لديننا الإسلامي الحنيف ونبي الرحمة صلوات الله عليه في تلك الدول العلمانية وعبر محاكمها ؟ إن ذلك سيجبر تلك الدول على استصدار قانون تشريعي مشابه لقانون (معاداة السامية) وبذلك أيضا لن تتاح الفرص لشركات ( مرتزقة) الحروب من التنظيمات الإرهابية التي تستخدم الدين الاسلامي كوسيلة دعائية للتغرير بالشباب والعزف على وتر عاطفتهم الدينية ليلتحقوا بها تحت مسمى ( الجهاد) ونكون قد أغلقنا الباب على تلك التنظيمات (مرتزقة الحروب) بمختلف المسميات سواء المسلح منها كالقاعدة وداعش والنصرة أو الغير مسلح ممن يحاربنا فكرا ومكيدة في الداخل بقيادة مشايخ التحريض والتغرير . رابعا : إن الله قد وجهنا توجيهات لا يحكمها الهوى ولا يشوبها نقصٌ أو خلل فقد قال في كتابه الكريم (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108 ) سورة الأنعام ؛ وقد نهانا الله عن السب فما بالكم باستخدام الرصاص والقتل بطريقة همجية . أعلم وأفهم أن هدف الأخوان ( كواشي) كان نصرةً للحبيب المصطفى لكنه كان بأسلوب بعيد جدا عن الدين وعن الهدي النبوي في الدعوة للدين فقد سخر من نبينا صلوات الله عليه الكثير من المشركين في عصره فمنهم من قال عنه ساحرا ومنهم من قال شاعرا ومنهم سبب له الأذية الجسدية والنفسية ومع ذلك لم يقتلهم إلا في معركة ونهى أصحابه عن أي تصرف فردي بقتل أولئك المشركين والمنافقين. بل إن بين ظهرانينا في عصرنا الحالي ممن يسيء إلى نبينا صلوات الله عليه في عرضه ويشتم صحابته رضوان الله عليهم . أما صحيفة ( شارلي أبدو) فلا عجب أن تسخر من (نبينا صلوات الله عليه ) فأجداد صاحبها قد قتلوا المئات إن لم يكن الألوف من الأنبياء سلام الله عليهم جميعا.. خاتمة : اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا ورسولنا ونبينا محمد.