قتل أمس المتظاهر الشاب بليغ احمد بجاش من أبناء مديرية جبل حبشي في المظاهرة المليونية التي شهدتها مدينة تعز، وأصيب نحو 30 آخرين، إصابة معظمهم حرجة، بالرصاص الحي أطلقها مسلحو الحوثي وقوات تابعة للرئيس السابق صالح، لتفريق المظاهرات المتواصلة طوال نهار وليل مدينة تعز الصباحية والمسائية، الرافضة لتواجد المليشيات المسلحة في المدينة. فيما انشق العشرات من جنود قوات الأمن الخاصة وأعلنوا انضمامهم إلى المتظاهرين احتجاجا لقدوم مسلحين وقوات تابعة للحوثي وصالح من صنعاء الى تعز للسيطرة على المحافظة وقتل المتظاهرين السلميين. فيما نفت اللجنة الامنية في محافظة تعز علاقاتها بما يسمى بالتعزيزات العسكرية التي وصلت تعز السبت، مؤكدة انها لم تطلب أي تعزيزات من صنعاء او غيرها وان تلك القوات والمسلحين التي وصلت تعز ومعسكر قوات الامن الخاصة بتعز لم تكن بموافقتها. ودعا تكتل القوى السياسية في محافظة تعز المواطنين، مساء امس، الى بالاحتشاد والتوجه الى امام مقر معسكر قوات الامن الخاصة بتعز، امام القصر الجمهوري وسط المدينة للاحتجاج ضد تواجد المليشيات الحوثية في المدينة ورفض ان تكون تعز ساحة حرب او قاعة انطلاق للمليشيات الحوثية ضد جنوب اليمن. وفي حين كشف مصدر عسكري ل»المدينة»: ان لواء عسكريا تابعا للحرس الجمهوري سابقاً وصل، امس، على متن طائرات نقل عسكري قادما من العاصمة اليمنية صنعاء الى مقر اللواء 22 مدرع بمنطقة الجند يتكون من 20 دبابة تقريباً وعشرات الأطقم والمدرعات والآليات العسكرية وناقلات الجند، وذلك بالتزامن مع وصول 218 مسلحا حوثيا، إلى محافظة تعز في سياق التعزيزات المستمرة لجماعة الحوثي وصالح إلى المحافظة للسيطرة عليها والتوغل نحو الجنوب، يقابل ذلك استنفار عسكري وامني لقبائل الصبيحة ولحج الجنوبية في منطقة كرش- على الطريق الذي يربط مدينة تعز بمحافظتي لحج وعدن. طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مجلس الأمن الدولي، بتقديم المساعدة العاجلة لوقف «عدوان» مسلحي الحوثي بقرار بموجب الفصل السابع، الذي يتيح استخدام القوة العسكرية. بينما سرب نسخة لمسودة مشروع بيان فقط، سيصدر عن المجلس في وقت متأخر من مساء امس، وليس قرارا كما طلب الرئيس هادي من مجلس الامن في رسالة. وفي رسالة وجهها هادي لرئيس وأعضاء مجلس الأمن، امس الأحد، قال «إن ما وقع من اعتداء على عدن الخميس الماضي هو عمل عدواني موجه في المقام الأول ضد الشعب اليمني والشرعية الدستورية واعتداء على سيادة وأمن اليمن واستقرارها، لذا أرجو المساعدة العاجلة بكافة الوسائل لوقف هذا العدوان الذي يهدف الى تقويض السلطة الشرعية وتفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره». وأضاف الرئيس اليمني في رسالته «ما تقوم به المليشيات الحوثية وحلفاؤها لا تهدد السلم في المنطقة وحسب بل تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي». وقال» أطلب من كافة أعضاء مجلس الأمن حماية الشرعية الدستورية والحفاظ على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفذية وقرارات مجلس الأمن الداعمة لها». وأضاف»كما أطلب من مجلسكم الموقر عقد جلسة طارئة وفورية لتفعيل العقوبات، وإصدار قرار ملزم لردع المليشيات الحوثية وحلفائها وتوقيفها مباشرة عن مواصلة عدوانها على كافة المحافظات وخاصة مدينة عدن ودعم النظام الشرعي لردع هذه المليشيات التي تحتل العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى وفرض عقوبات مشددة بموجب الفصل السابع على جميع من يخرق قرارات مجلس الأمن الدولي، ويساعد المليشيات الحوثية وأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حماية الأمن ودعم الشرعية». وكانت 200 دبابة وعشرات المدرعات وصلت ليل الاحد، إلى منطقة ذي السفال على المدخل الشرقي لمدينة تعز، في ظل استمرار تحالف صالح والحوثي بحشد المليشيات لاقتحام تعز والتوجه نحو الجنوب.وتأتي هذه التعزيزات العسكرية، وسط تأكيد اللجنة الامنية في محافظة تعز بعدم علمها بها، نافيا ان تكون قد طلبتها من صنعاء.