سيطرت جماعة الحوثيين في اليمن على مطاري تعز المدني والعسكري، وعلى مرافق حكومية، وواصلت حشد قوات باتجاه عدن جنوباً، وفتحت أمس باب التجنيد غداة إعلانها «التعبئة العامة» وتكليفها وزارة المال توفير نفقات المجهود الحربي. وفي مقابل التعزيزات الحوثية، سُجِّل تقدُّم مسلّح باتجاه الشمال في محافظة لحج والمناطق الحدودية مع تعز والضالع لقوات الجيش ومليشيا «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، بقيادة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة محمود الصبيحي. وكان متوقعاً أن يعقد مجلس الأمن جلسة لدرس الأزمة اليمنية استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي. ونقلت وكالة «رويترز» عن زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أنه سيلاحق المسؤولين عن الهجمات الانتحارية، معتبراً ان اليمن يواجه السيناريو الليبي. وذكر في خطاب تلفزيوني ان قراره تعبئة مقاتليه يستهدف «داعش» و «القاعدة»، علماً أن «داعش» تبنّى تفجيرات المسجدين في صنعاء.واعتبرت طهران أن بإمكان مجلس التعاون الخليجي «أن يقدّم دعماً» جدّياً للحوار اليمني، مشيرة إلى أهميته «في صنعاء أو أي مكان آخر». وكان مجلس التعاون قَبِل طلب الرئيس عبدربه منصور هادي استضافة الأمانة العامة للمجلس، الحوار في الرياض. ويعزز تسارع الأحداث في اليمن توقّعات بمواجهات واسعة بين القوات الموالية لهادي ومعها ميليشيا «اللجان الشعبية» ومسلحو «الحراك الجنوبي» من جهة، وبين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية لها وللرئيس السابق علي صالح. وفضّت قوات الأمن في تعز تظاهرة حاشدة ترفض تعزيزات الحوثيين التي استُقدِمت إلى المدينة، وأطلقت النار وقنابل غاز على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتيل وجرحى. كما فرّقت تظاهرة مؤيدة للحوثيين، تجمَّع المشاركون فيها أمام مبنى محافظة تعز. اشتباكات الضالع مصادر أمنية قالت ل «الحياة» إن مسلحي «اللجان الشعبية» و «الحراك الجنوبي» الموالين لهادي سيطروا على كتيبة عسكرية تابعة للواء 201 في منطقة الحبيلين التابعة لمحافظة لحج الجنوبية، كما سيطروا على كتيبة تابعة للواء المدرّع 39 في مديرية تبن في المحافظة ذاتها واستولوا على ثلاثين دبابة. وأضافت المصادر أن اشتباكات عنيفة اندلعت في محافظة الضالع المجاورة بين مسلحي «الحراك» وقوات اللواء المدرّع 33 في محاولة للسيطرة على قواته التي يقودها أحد العسكريين الموالين لعلي صالح. وروى شهود ل «الحياة» أن الحوثيين أرسلوا أمس تعزيزات عسكرية من صنعاء وذمّار باتجاه تعز، شملت ناقلات تحمل دبابات وأخرى تقلّ جنوداً، وسط أنباء عن تعزيزات أخرى وصلت جواً إلى مطار تعز، وقوات توجهت من الحديدة بمحاذاة الشريط الساحلي الغربي، يُعتقد بأنها تستهدف السيطرة على ميناء المخا التابع لمحافظة تعز، في سياق تضييق الخناق على محافظة عدن من جهة الغرب. وتجدّدت المواجهات أمس في محافظة البيضاء وعلى أطراف محافظة مأرب بين مسلّحي جماعة الحوثيين وعناصر قبلية يدعمها مسلّحون من تنظيم «القاعدة»، غداة إعلان التنظيم قتل 30 حوثياً في هجوم على موقع لهم في محافظة البيضاء. وتردّدت أنباء عن تراجع الحوثيين من منطقة «قانية» الحدودية بين البيضاء ومأرب، نتيجة مواجهتهم مقاومة شديدة من قبائل مراد. في غضون ذلك، دان الحزب الاشتراكي إعلان جماعة الحوثيين «التعبئة العامة»، واعتبره الناطق باسم الحزب علي الصراري «إعلاناً للحرب على الجنوب». ودعا حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه علي صالح إلى «تغليب المصلحة الوطنية وتحكيم العقل»، لكنه طالب اليمنيين بالاصطفاف «لمواجهة الإرهاب والأخطار المحدقة بالوحدة الوطنية»، محمّلاً الرئيس هادي مسؤولية ما وصل إليه اليمن. وكان هادي توعَّد جماعة الحوثيين في خطاب تلفزيوني أول من أمس بالتصدي لانقلابها وإحباط المشروع الإيراني في اليمن. ويقول مناهضو الجماعة في تعز (كبرى المحافظات كثافة سكانية) إن التعزيزات الأمنية التي وصلت إلى معسكر قوات الأمن الخاصة في المدينة، ليست من القوات النظامية بل من ميليشيا الجماعة التي يرتدي عناصرها زياً عسكرياً رسمياً. وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن، طالب هادي بتدخُّل عاجل ضد الحوثيين بموجب الفصل السابع الذي يتيح استخدام القوة، من أجل وقف العدوان الذي يهدف إلى تقويض السلطة الشرعية وتفتيت اليمن وضرب أمنه واستقراره». إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) عن مساعد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قوله ان بإمكان مجلس التعاون الخليجي «أن يقدّم دعماً حقيقياً للحوار اليمني- اليمني للحدّ من الأعمال الإرهابية والحيلولة دون اندلاع حرب أهلية». وأضاف انه «يتوقّع من الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي ألاّ يكرّر الأخطاء السابقة وأن يلعب دوراً بنّاء للحيلولة دون تجزئة بلاده وتحويلها إلى جنّة جديدة للإرهابيين». وزاد أن «الإرهاب لا يفرّق بين حركة أنصار الله أو منصور هادي بل يعمل على هدم البلاد ويستهدف كل المجموعات ودول المنطقة والعالم». وتابع المسؤول الإيراني: «ندعم اليمن في التصدي للإرهاب واستكمال المسار السياسي وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة». وشدد على أن إيران «تؤكد الحوار الوطني في صنعاء أو أي مكان آخر، وتواصل مشاوراتها الإقليمية والدولية لتعزيز المسار السياسي في اليمن في ضوء التعاون بين كل مجموعاته» (السياسية).