المنطقة الشرقية في بلادي.. تحتوي على مدن سلالها ملأى بالنجوم، وألوان مساكنها تسرّ الناظرين، ما أن تطأ قدماك أرضها حتى يُعاملك أهلها كطفلٍ مُدلَّل، تفتح صدرها لك وترحب بك.. وبذلك العطاء جسّدت عضوات الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية السيدة سميرة عبدالرحمن الصويغ وهناء بنت عبدالمحسن الزهير أعمالهما وطموحاتهما حتى أصبحتا عنواناً للشرقية، وسفيرتين متوّجتين بلا منازع، ففي كل زيارة لهما أكتشف إنجازات عظيمة لبنات الوطن.. كلاهما منقوع بالحب والأماني.. تزهوان بأعمال شابات الأعمال في الغرفة التجارية، وكأنهما ترسخان حقيقة الصبح في أنفسنا بشكل لا رجعة فيه، بتحويل أعمالهما إلى مفردة بيضاء، عزفتا كما الفجر طوال فترة دورة المجلس، هما أنموذجان من نساء وطني اللاتي تتضاءل إلى جانبهما بعض النماذج. شاهدتُ في غرفة الشرقية أعمالهما وهما اللتان شهدتا أجمل سنوات الدورة.. أحاول أن أقبض على آخر كلمة طيبة تصدر منهما، كنت أحاول أن استجمع كل قطرة على الرغم من أنني في داخلي أريد البحر كله. تعلّمتُ منهما أن العطاء لهذا الوطن ليس بالحب، بل بالعمل الذي يغسل همومه ويحرس أيامه ويلف خيوطه ويغمره بالدفء، وأن مشاركة المرأة في بلادي ليست مستحيلة بل هي حقيقة. خلال الحفل الذي أقيم لسيدات الأعمال بالشرقية؛ علقت إحدى صاحبات الأعمال بجانبي على بعض المعوقات التي تواجههن وسبل تذليلها.. فركتُ عيني بظهر كفي محاولة ترتيب أحلامي المتفرقة، وذكرياتي في الغرفة التجارية بجدة وما تحقق منها. وعالجتُ الأمرَ بالصمت.. كنت أعيد ترتيب أفكاري.. حافظتُ على هدوئي الأبيض.. كان إلحاحي الداخلي أن أتماسك في الآمال والمنجزات الذي سردتها أخواتي عضوات إدارة مجلس الغرفة التجارية، تعلّمت أن لا أفسد يومي!! أفلت من ذلك السواد بابتسامة رسمتها ثم كسرت حاجز الصمت الثقيل الذي سيطر عليَّ حتى اعتقدت أنني فقدت النطق، فلا وقت لترتيب انهيارات الروح بعد سماع تلك النجاحات، أحاول بلقطات صغيرة أن أستعيد ما عُمل وما سيُعمل. سنوات ثرية بالإنجازات لعضوات الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية، كنت أحاول أن أستعيد فردوس أحلام نساء بلادي، أشمّ رائحة تراب بلادي، بفضاء لون الضياء، وأرضع شمساً كانت أجمل من عنفوان الشعاع. حينما وصلت الفندق عائدة من الحفل.. كانت أم كلثوم تصدح في ردهة الفندق «يا ليلة العيد آنستينا».. نعم يا ليلة العيد آنستينا. [email protected]