تعدّ ظاهرة التعصب الفكري أحد أهم الأمراض المستعصية داخل المجتمعات الإنسانية، فلا يكاد مجتمع يخلو من وجود هذه الظاهرة، ولقد كان لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- أثرها في بينة المجتمع، من خلال تأكيده - حفظه الله- على حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، كون أبناء الوطن متساوين في الحقوق والواجبات. السؤال المحوري في هذا السياق هو: كيف يمكن معالجة ظاهر التعصب عطفا على ما يثيره من فرقة بين أبناء المجتمع الواحد، وما هي السبل للحد منه؟ وما هو دور أهل الفكر والعلم المؤسسات الرسمية والأهلية في ذلك؟ وما هو دور المجتمع بل فئاته للحد منه والتصدي له، كل هذه التساؤلات تمّ طرحها في ظل التحقيق التالي. المغامسي: نبذ الفرقة والتنافر مقصد شرعي عظيم دل عليه القرآن وجاءت به السنة اعتبر إمام وخطيب مسجد قباء فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي أن نبذ التطرف والفرقة أحد ركائز المحافظة على الأمن والاستقرار، حيث أشاد بكلمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- ونبذه للفرقة والتطرف قائلا: لقد تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مضامين تنبئ أن هذا الخطاب يظهر معالم السياسة العامة للدولة داخليا وخارجيا، وألقاه الملك بنفسه في محفل جمع رجالات الدولة من أمراء وعلماء ووزراء وأعيان، ويمكن قراءة الخطاب قراءة عدة منها: حرص الملك على أمور ثلاثة هي: الأسس التي قامت عليها البلاد، وسمة التطوير، واستشراف المستقبل، والاعتزاز بخدمة الحرمين الشريفين وهذا منزع إسلامي حرصت الدولة عليه منذ تأسيسها، وإيجاد لحمة مشتركة بين الراعي والرعية، ولهذا جاء من مفردات الخطاب الملكي ( ... ودولتكم ولله الحمد والمنة تسير) فإضافة الدولة إلى الشعب يحقق المزيد من الولاء واللحمة. وقال المغامسي كانت العناية التامة في الخطاب الملكي بالأمن وأنه مسؤولية الجميع، وأن من أعظم أسباب إيجاده وبقائه نبذ الفرقة والتطرف، وقد أكد الملك هنا على المسؤولية الإعلامية في هذا الجانب، وهذا الخطاب الملكي يجعلنا جميعا أمناء شركاء في هذه المسؤولية الجسيمة، ونبذ الفرق والتنافر مقصد شرعي عظيم دل عليه القرآن وجاءت به السنة والتزامه صالح الأسلاف من قبل. فديننا واحد وملتنا واحدة والوطن الذي نعيش عليه واحد، فلا يسوغ بحال الإذن لكل داعية تفرق أو حامل لواء تنافر أن يكون له بيننا مقام محمود أو صوت مسموع أو قول مرضي. وشملت الكلمة الملكية إجلال رجال القوات العسكرية جميعا، وإظهار مكانتهم بيننا، إذ قال الملك -حفظه الله- مخاطبا إياهم «أنتم محل القلب من الجسد، وأنتم حماة الوطن ودرعه». وفي قول خادم الحرمين الشريفين أيده الله (كما أننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي) بشارة للعرب والمسلمين في ظل هذه الظروف العصيبة المريرة التي تعيشها الأم. بصفر: كلمة خادم الحرمين الشريفين تحمل منهجا واضحا في نبذ الفتن والإرهاب والتطرف أكد الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الدكتور عبدالله بصفر أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي وجهها -حفظه الله- إلى الشعب السعودي حملت مضامين قيمة، رسمت للمسؤولين خطوطا عريضة للاهتمام بالوطن والمواطن، ولم تقتصر على ما يهم المواطن فحسب بل تعدتها لتشمل كل مايخدم الإسلام والمسلمين وأكدت كلمته الضافية – أيده الله – على تحقيق تطلعات المواطنين في عموم المناطق واستمرار التنمية في بلادنا بطريقة متوازنة ومستدامة، مع القيام بدورها العالمي بما يمليه عليها موقعها كقبلة للعالم الاسلامي، وأشاد الدكتور بصفر بكلمة خادم الحرمين الشريفين لما حملته من مضامين ورؤى حكيمة ومعاني إنسانية سامية، وهي وثيقة تاريخية ورسالة سامية من قائد لشعبه الذي يحمل همومه. وأكد فضيلته أن الملك سلمان دائمًا ما يدعو إلى السلام والأمن وتعزيز التضامن الإسلامي مشيرا إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين تحمل منهجا واضحا في نبذ الفتن والإرهاب والتطرف. وقد حملت الكلمة عبارات صادقة ورؤى ثاقبة واهتمام بكل القضايا التي تهم المواطن. وأضاف الدكتور بصفر أن المتأمل في كلمة خادم الحرمين الشريفين يدرك الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة منذ توحيد كيان هذا البلد حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله- بإعطاء المواطن كل الاهتمام من خلال تهيئة الحياة الكريمة وتوفير كل أسباب التعليم والأمن والصحة ومقومات الحياة السهلة حتى أصبحت المملكة الآن في مقدمة الدول التي تحقق معدلات عالية في البناء والتنمية بفضل الله ثم بفضل نعمة الأمن والاستقرار التي تتمتع بها المملكة. كما لفت الدكتور بصفر إلى أهمية تأكيد الملك سلمان بن عبدالعزيز على أهمية اللحمة الوطنية للشعب وعدم التفرقة بين مواطن ومواطن أو جزء وجزء آخر، وضرورة قيام الجميع من مواطنين ومسؤولين بواجباتهم تجاه الوطن وحماية مكتسباته ومقدراته. وثمن الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين لشباب الوطن. وخارجيا فقد أكد أن الكلمة جاءت شارحة لثبات سياسة المملكة خارجيا ودورها القيادي في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وقدرتها على التعامل مع مختلف المتغيرات، وهنأ فضيلته الشعب السعودي الكريم الذي سخر الله عز وجل له قيادة حكيمة وسديدة ترعى مصالح الشعب، مما يفرض على أبناء هذه البلاد المزيد من البذل والعطاء والعمل لتصبح المملكة في طليعة الدول المتقدمة بفضل الله عز وجل ثم بفضل تكاتف القيادة والشعب. وسأل الدكتور بصفر الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من كل مكروه، وأن يديم عليه لباس الصحة والعافية، ويتم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، في ظل قيادته الحكيمة، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وفقهم الله. العلي: تحذير الملك من الفتنة والعصبية هي دعوة إلى اللحمة الوطنية والاستقرار دعا الداعية الدكتور محمد بن صالح العلي الجميع إلى الالتفاف حول القيادة ومحاربة الطائفية والفتنة، كما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله. قائلا: أشار الملك سلمان إلى مشكلة وفتنة عظمى تكاد تشتعل بين المواطنين وأبناء الوطن الواحد وهي فتنة الاختلاف والتنازع والتحزب وأننا يجب أن نفيء إلى ولاء واحد ولحمة واحدة. وأضاف العلي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين اتحدت فيها الإرادتان إرادة القيادة وإرادة الشعب فهذه الإرادة حينما ينتج عنهما تقدم وتنمية وتطور..، هذا ما أصف به كلمة خادم الحرمين، كانت كلمة ضافية رسمت خطوط المرحلة القادمة، وضعت النقاط على الحروف لمن يسأل عن المرحلة القادمة عن عهد سلمان، بكل وضوح وصراحة، كانت كلمة تخرج من القلب فتتجاوب معها قلوب المواطنين تأمينا على كل ما قال. لقد شفى القلوب والنفوس بكلمته فاهتزت القلوب وتجاوبت معها النفوس وقالت العقول قل يا سلمان فنحن رعيتك وشعبك الذي لا يعصيك ولا يخالفك. حقيقة لست في صدد التعبير عما ورد في هذه الكلم من رسائل إيجابية فالكلمة أشمل وأوسع مما ذكرته ولكنها كانت رسالة إلى المواطنين وإلى من في الداخل والخارج تجيب عن التساؤلات الكثيرة، ولقد أجابت وشفت، فشكرا خادم الحرمين على هذه الكلمة التي كانت شفاء ودواء لكل ما تعانيه المملكة وما تتطلبه المرحلة القادمة. الدسيماني: هناك مرجفون يسعون لتمزيق اللحمة الوطنية ووحدة الصف واجتماع الكلمة أكد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيمانى، لا شك أن الكلمة الضافية التي استمعنا إليها من خادم الحرمين الشريفين تضمنت الكثير من دلالات الخير للأمة والمجتمع وهى خارطة طريق لهذه البلاد التي حرسها الله بالإسلام، ومنذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان دستورها كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز نهج المملكة، وقال حفظه الله: إننا حريصون على التصدي لأسباب الافتراق والفرقة وتصنيف المجتمع والعمل على الوحدة، وهذا بلا شك منهج واضح تسير عليه الأمة، ووضعت النقاط على الحروف وهى خطوط عريضة لإعادة رسم سياسة هذه البلاد المباركة وهى سياسة واضحة ناصعة، ولكن المرجفون الذين يسعون لتمزيق اللحمة الوطنية ووحدة الصف واجتماع الكلمة والعلاقة المتميزة بين الحاكم والمحكوم، فكان هناك من يحاول بث أفكاره المنحرفة، لكن الكلمة أكد أن الوطن لحمة واحدة ولا فرق بين مواطن وآخر وكل من يحاول تصنيف الناس في هذا المجتمع، فالدولة لن تقبل هذا وسينال ما يستحق وفق كنهج القرآن والسنة، فالوطن للجميع لا يفرق بين مذهب ومذهب مادام على الأطر الصحيحة التي لا تفرق بين مذهب وآخر، ولذلك نقول إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسمت الخطوط ووضحت المعالم وهى خارطة طريق لمن أراد الحق وأراد أن يسير على الطريق الصحيح، أما من حاد على هذا الطريق فله من يقوم اعوجاجه لأنه عضو فاسد أو معوج، فنحن في هذه البلاد الشرع هو الحكم في جميع أمور حياتنا ويطبق على الجميع وكلهم سواسية، وكما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه، القوى ضعيف حتى آخذ الحق منه والضعيف قوى حتى آخذ الحق له، فهذه منطلقات الكلمة التي يفهمها الجميع. وأضاف الدكتور الدسيمانى، كذلك تطرق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى قضية تصنيف المجتمع وأنه سيعمل على وحدة المجتمع كما كانت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه، فالجميع سواسية ليس هناك تصنيفات أو طبقة مثقفة وغير مثقفة، الجميع مجتمعون لحب دينهم ثم مليكهم ووطنهم، فهذه أمور مسلمة لا ننازل فيها والحمد لله جميع محاولات المغرضين لتصنيف المجتمع باءت بالفشل وتكسرت على صخرات الأمة، واتفقت الأمة على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده وولي ولى عهده، وهذا دليل أن هذه البلاد فى أيد أمينة وتتجه الاتجاه الصحيح وتحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه البلاد حكام ومحكومين يمثلون لحمة واحدة ولامجال بيننا لمرتزقة، أو من يستغلون اسم الدين لتفريق اللحمة الوطنية، فهنا نجد الحاكم والعلماء والمواطنين أسرة واحدة مجتمعين على كلمة واحدة، ولا تأتى أزمة إلا وتزيد هذا الوطن اجتماعا وتآلفا وتماسكا مع ولاة أمرنا، وهناك من يجندون أشخاصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من الوحدة الوطنية وهناك دول تعمل ضد هذا الوطن لكن الله سبحانه وتعالى يحمى هذا الوطن الغالي. الجهني: كلمة خادم الحرمين وضعت الجميع أمام تحدٍ كبير يتمثل في تكريس هذه اللحمة الوطنية الصادقة وأكد مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ عبدالرحمن بن مهنا الجهني، أن المملكة أصغت بأسرها إلى الكلمة الضافية التي خاطب فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزفي أبوة حانية ومحبة صادقة جميع أفراد شعبه المعطاء فكانت عباراته نبراسا يهتدى ومسار خيرا يقتدى. وبين الشيخ الجهني أن الكلمة حملت مضامين شملت شتى الجوانب التي تسير عليها هذه البلاد المباركة منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله على دعائم ثابتة تحققت معها وحدتها على هدي من التمسك بالشرع الحنيف واتباع سنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم، وسار على نهجه أبناؤه البررة على خطى النمو والتطور بكل ثبات مع التمسك بالعقيدة الصافية والمحافظة على أصالة هذا المجتمع وثوابته، حتى وصلت هذه المسيرة التنموية لأوجه، وارتقت المملكة إلى مراكز متقدمة بين مختلف دول العالم ما أضفى على بلادنا الفتية حكومة وشعبا الهيبة والمكانة اللائقة والمنزلة الرفيعة التي تستحقها. وقال: لقد أبان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الشرف المنيف لهذه الدولة بخدمة الحرمين الشريفين وحرصها منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤولياتها بما يخدم الإسلام ويحقق تطلعات المسلمين في دوام الراحة والطمأنينة لهم في أداء مناسك الحج العمرة بكل يسر وسهولة وهذا ما تنشده القيادة الحكيمة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا وفي مستقبلنا بمشيئة الله. ورأى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين أيده الله قد وضعتنا أمام تحدٍ كبير يتمثل في تكريس هذه اللحمة الوطنية الصادقة وتعميق مفاهيمها وفق منهج الكتاب والسنة المطهرة ، ومتابعة مسيرة النماء والتطور وفقا لأحدث ما أنتجته الحضارة من أدوات ووسائل للتقدم والرقي دون المساس بالثوابت تحقيقا لتطلعات ولاة أمرنا حفظهم الله وسدد على طريق الخير خطاهم ورفعةً لشأن هذه البلاد وتعزيزا لموقعها بين دول العالم قاطبة. منشي: خادم الحرمين أكد حرصه على التصدي لأسباب الافتراق والفرقة وتصنيف المجتمع وقال مدير إدارة الدعوة بفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتورعاطف منشي: كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أنصت لها الجميع لأنها تمثل منهاج حياة لهذا المجتمع السعودي المتماسك المترابط الذي أسسه المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، لقد تحققت في الكلمة معنى الشمولية فكانت تعالج جميع القضايا المحلية والإقليمية والدولية وشخصت واقع الأمة العربية والإسلامية وشملت أمور مهمة من أبرزها ما أكده خادم الحرمين الشريفين على حرصه على التصدي لأسباب الافتراق والفرقة وتصنيف المجتمع، وهذا ينطلق من قول الله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، فهذه الأمة السعودية أمة واحدة فلا فرق هناك بين قبلي وحضري ومدني وبدوى ولا بين أسود وأبيض، كلنا أبناء وطن واحدة تحكمنا قيادة واحدة تحبنا ونحبها، ملتزمون على تقوى الله، لذلك كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله ورعاه، كلمة قوية وضافية جدا أكد فيها أننا جميعا مجتمع واحد وقال لا فرق بين الشمال والجنوب أو الشرق والغرب وكلنا مجتمع واحد ونحن نفتخر في المملكة العربية السعودية بأننا دولة قائمة على منهج السلف الصالح الصحيح البعيد عن أي تحزب وأي أفكار، والمملكة هي الدولة الرائدة للتصدي للأفكار المنحرفة، ومن هناك ننشر رسالة الإسلام الحقيقة وأنه دين تسامح ومحبة.