لم يتنازل يوماً عن لقب وسيم الشاشة العربية، ولم تذهب عن أذهان مشاهدي الشاشة الفضية مشهد النهاية بينه وبين زوجته «بوسي» في فيلم «حبيبي دائماً».. إنه النجم الذي حافظ على مدار أجيال بأكملها على حب وتقدير واحترام المشاهدين العرب والمصريين على حد سواء. لم يستسلم للأوجاع والآهات، وخرج بأعلي صوته معلنًا: «لن يهزمني المرض حتى أخر لحظة في عمري».. إنه الفنان القدير «نور الشريف» الذي وُلد بحي السيدة زينب بالقاهرة عام 1946، ولا يعرف كثيرون أن اسمه الحقيقى «محمد جابر محمد عبدالله». أحب التمثيل منذ طفولته، فانضم لفرقة التمثيل المدرسية وشارك في الكثير من نشاطاتها، وفي الوقت ذاته كان لاعبًا في فريق أشبال نادي الزمالك لكرة القدم، ولم يحترف كرة القدم بسبب تغلب حبه للتمثيل، بعد الثانوية العامة دخل إلى كلية التجارة ليتركها بعد سنة ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليتخرّج منه عام 1967 بدرجة امتياز وترتيبه الأول على الدفعة، بدأ مشواره الفني من خلال دور صغير على المسرح مع الفنان سعد أردش في مسرحية «الشوارع الخلفية»، وخلال فترة السبعينات شارك في أكثر من 110 أفلام، أبرزها أفلام: «زوجة لخمسة رجال»، و»أشياء لا تشترى»، و»السراب»، و»المراية»، و»غدًا أسرار»، و»ثم تشرق الشمس»، و»امرأة لكل الرجال»، و»بنات في الجامعة»، و»زوجتي و الكلب»، و»الأبرياء»، و»المتعة والعذاب»، و»ليالي لن تعود»، و»ولد وبنت والشيطان». وخلال فترة الثمانينات قدم العديد من أفلام الأكشن، مها أفلام: «سنوات الانتقام»، و»الحب وحده لا يكفي»، و»تحدي الأقوياء»، و»أين تخبئون الشمس»، و»إعدام طالب ثانوي»، و»حبيبي»، و»فتوات بولاق»، و»الشيطان يعظ»، و»السفاحين». لمع اسم الفنان نور الشريف بشكل قوي من خلال أعماله الدرامية والتي حازت علي الكثير من الإشادة، كمسلسلات: «عائلة الحاج متولي»، و»رجل الأقدار»، و»السيرة العاشورية» (الحرافيش) الجزء الأول، ومسلسل «العطار والسبع بنات»، و»عيش أيامك»، و»حضرة المتهم»، و»الدالي» بجزئيه الأول والثاني، و»الرحايا حجر القلوب»، و»ما تخافوش»، و»خلف الله» مع المخرج حسني صالح والذي أعاده إلى أدوار الرجل الصعيدي في رمضان 2013. في عام 2006 أعلن طلاقه من الفنانة بوسي بعد زواج دام 34 سنة وأثمر عن المخرجة سارة نور الشريف والفنانة مي نور الشريف. ورغم مرضه الأخير وسفره للعلاج بالخارج، وعودته للقاهرة أكثر من مرة، ظل صامداً معلناً تحدّيه بأنه لازال قادرًا علي العطاء متفانيًا في رسالته الفنية، وما إن ظهر في إحدى المناسبات العامة بعد غياب دام عدة أشهر شاحب الوجه، نحيل الجسد، زائغ العينين، حتى انطلقت الشائعات والأقاويل حول طبيعة المرض الذي أصابه، وتداول كثيرون إصابته بالسرطان، بينما ربط آخرون بين مرضه والمرض النادر الذي أصاب ابنته «سارة» في الطحال. وعن الفنانين الذين لازموه أثناء فتره علاجه، قال الشريف: أنا على علاقة وطيدة بكل نجوم ونجمات الوسط الفني وجميعهم أصدقاء شخصيين لي، لم يتأخروا لحظة عن السؤال عني والاطمئنان علي، ومنهم من أتى إلى لندن، وحاليًا هم متواجدين معي دائمًا. وينفى «نور» الشائعات التي خرجت عليه مؤخرًا بعودته للفنانة بوسي، وقال: لا أفهم ما سر هذه الشائعات، حياتي وبوسي مستمرتان بشكل أو بآخر؛ لأن علاقتي بها الآن تخطت الأربعين عامًا، وحتى لو كنا منفصلين إلا أننا نمكث في مكان واحد بجوار بعضنا، إضافة إلى أنها ترافقني وابنتاي دائمًا في السفر، ولازمتني في كل رحلات علاجي مع بنتي في الخارج، وظهورها على المسرح معي في المهرجان الكاثوليكي لا يعني زواجنا، فهي عشرة عمري وأم بناتي، وأعتقد أن كثرة الحوار في هذا الكلام لن يفيد أحدًا، ولا يمكن إلا أن ترفع القبعة لهذا الفنان الممثل بدرجة امتياز في وقت يثير فيه بعض الفنانين ضجيجًا صاخبًا يكاد يقتلك.