يبدو أن الشخصية الصعيدية هي كلمة السر في النجاح «الجماهيري» في السنوات الأخيرة للدراما المصرية. فمنذ حقق الفنان السوري جمال سليمان قبل خمس سنوات نجاحاً ساحقاً من خلالها، اتجه الجميع للبحث عن مثل هذه الأدوار. وبالفعل جاءت السنة الماضية لتشهد حضوراً للصعيد في مسلسلين هما «أفراح أبليس» لجمال سليمان و«الرحايا» لنور الشريف. والمسلسلان تنافسا على قمة مسلسلات رمضان وكانا في المقدمة، ما جعل يحيى الفخراني، الذي كان حضوره في السنوات الأخيرة متفاوتاً وغير مستقر، يقدم على هذه الخطوة، فوجد ضالته لدى صناع مسلسل «الرحايا»، المؤلف عبدالرحيم كمال والمخرج حسني صالح والمنتج الجابري. كان ذلك عبر شخصية «شيخ العرب همام» وهي سيرة ذاتية لواحد من كبار شخصيات الصعيد في تاريخه. وباكراً، بدأ الفخراني استعداده، ويبدو أنه عشق الشخصية ويراهن عليها لاستعادة عرش الدراما العربية هذه السنة ويشاركه البطولة صابرين وريهام عبدالغفور. الفنان الثاني الذي اختار عالم الصعيد هو خالد صالح أحد فرسان الدراما المصرية الجدد بعد أن صادفه نجاح ضعيف السنة الماضية في مسلسل «تاجر السعاده»، إذ قرر ارتداء ثوباً «مضمون» النجاح جماهيرياً وهو الثوب الصعيدي، وذلك في مسلسل «موعد مع الوحوش» من تأليف أيمن عبدالرحمن وإخراج أحمد عبدالحميد ويشاركه البطولة عزت العلايلي. ومن أجل التغيير قرر نجما الصعيد في رمضان الماضي نور الشريف وجمال سليمان اللجوء إلى شخصيات اجتماعية، وهكذا يعود الشريف لتقديم الجزء الثالث من «الدالي» في مجازفة غير مأمونة بسبب عدم تحقيق الجزء الثاني نجاحاً مثل الأول، وهو ما يصيب عادة دراما الأجزاء. أما جمال سليمان فمثلما فعل بعد «حدائق الشيطان» وقدم مسلسلاً مختلفاً جاء بعد «أفراح ابليس» ليقدم مسلسلاً رومانسياً اجتماعياً هو «قصه حب» أمام الفنانة بسمة من تأليف مدحت العدل وإخراج إيمان الحداد. ويدخل معهما حلبة الدراما الاجتماعية الفنان شريف منير الذي قرر السنة الماضية التفرغ للسينما على رغم تحقيقه نجاحاً كبيراً في مسلسل «قلب ميت». يعود شريف منير هذه السنة مع مسلسل «بره الدنيا» من تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج مجدي أبوعميرة. ويقدم فيه شخصية «درويش» المختل عقلياً الذي قضي سنوات من عمره داخل المصحات النفسية قبل ان يخرج ويصطدم بمشاكل كثيرة في المجتمع. ويدخل منافسة هذه السنة اربعة من نجوم الكوميديا هم، أشرف عبدالباقي وأحمد آدم وسامح حسين وأحمد عيد الذي يخوض بطولته الأولى في التلفزيون بعد بطولات سينمائية ناجحة. ويقدم عيد مسلسل «أحلام سكر» من تأليف مجدي الكدش وإخراج أحمد البدري، فيما يعود أحمد آدم بعد غياب مع مسلسل «الفوريجي» من تأليف محمد الباسوسي وإخراج عمرو عابدين وتشاركه البطولة رزان مغربي. اما أشرف عبدالباقي الذي أصبح وجهاً تلفزيونياً مألوفاً كمقدم للبرامج فهو يواصل لعب بطولة ستكوم «راجل وست ستات». لكنه لم يكتف بهذا العمل بل قرر أن يقدم مسلسلاً لرمضان هو «مش ألف ليلة وليلة»، من تأليف وليد يوسف وإخراج أحمد فوزي. ويواصل سامح حسين الوجود للسنة الثانية بعد نجاحه السنة الماضية من خلال مسلسل «عبودة ماركة مسجلة» ويقدم سامح مسلسل «اللص والكتاب» من تأليف محسن رزق وإخراج عبدالعزيز. وفي مفاجأة درامية دخل في المنافسة المطرب محمد فؤاد من خلال مسلسل «أغلى من حياتي» من تأليف تامر عبدالمنعم وإخراج مصطفى الشال، وفؤاد من المطربين القلائل الذين أثبتوا نجاحاً في عالم التمثيل وقدم عدداً من الأفلام الناجحة منها فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، فهل يكرر النجاح نفسه في التلفزيون. ومنذ الآن بدأ المنتجون الاستعدادات بالاتفاق مع نجوم السينما لتقديم مسلسلات في رمضان 2011 والذي سيكون بديلاً لموسم الصيف السينمائي. وحتى الآن هناك اتفاق مع عادل إمام ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدي لتقديم مسلسلات بدأت كتابتها ليكون موسم رمضان 2011 الأهم والأكبر إنتاجياً إذا ما اكتملت صفقات منتجي الدراما مع نجوم السينما.