الفنانة بوسي التي شاركت مؤخراً في لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائي، كان لها حضور شعبي واسع واهتمام جماهيري كبير، «ثقافة اليوم» التقت بوسي وسألتها عن الكثير من المحطات الفنية وجاء هذا اللقاء : إذ أنه معروف أنها لعبت بطولة الكثير من الأفلام المصرية «المصيدة - المحترفون - صراع تجت الشمس - حدث في ليلة الزفاف - بلاغ امرأة - قطة على نار - وزمن حاتم زهران -حبيبي دائماً..» ومؤخراً شاركت مع زوجها الفنان نور الشريف في بطولة فيلم «العاشقان».. ٭ بداية سالناها عن سر ابتعادها عن السينما بعد تجربتها الاخيرة في فيلم العاشقان.. تقول : - أنا كسولة، ولا أحاول السعي لتأمين فرص عمل، رغم أنه عرض عليّ مشاريع كثيرة، لكنها لم تعجبني.. ومهما اجتهدت فلن احصل إلا على ما استحق، فأنا قدرية جداً وقنوعة بما حققته من أعمال.. وقدر زميلاتي أن يحققن هذا النجاح.. ٭ لكن بنات جيلك من أمثال يسرا والهام شاهين حريصات على التواجد المستمر على الشاشة؟ - قد يكون لديهن نشاط وهمة أكثر مني، رغم أنني أحب عملي كثيراً، ويبدو أن الظروف التي تحيط بوسطنا الفني هي التي ولدت عندي هذه الحالة.. ٭ كأنك لا تضعين في حساباتك موضوع المنافسة مع الآخريات؟ - أنا أرى المنافسة أنها كلام «فاضي» ولا تستحق منا كل هذا العناء، خاصة أن عدد العرب بلغ 300 مليون والمصريين أكثر من 70 مليوناً، وهذا العدد الكبير يجعل من الصعوبة للفنان أن يحافظ على شعبيته عند الجمهور، فالبعض يحب أعمال بوسي، وآخرون يحبون أعمال يسرا وهناك من يفضل أعمال ليلى علوي.. لذلك أقول انه ما الداعي من أن نقطع بعضنا، لأنه من الصعب على فنان واحد تقديم كل الأدوار بالجودة نفسها.. وتضيف بوسي: المنافسة أبسط من ذلك بكثير، والفن يستوعب الجميع وكل فنان يجتهد في المنطقة التي يحبها ومن دون المنافسة الشرسة التي نشاهدها.. ٭ في الآونة الأخيرة هناك تزايد للإنتاج السينمائي، هل يمكن أن يشكل ذلك عودة بنات جيلك للسينما؟ - الموضوع بعيد كل البعد عن زيادة كم الإنتاج، وبالنسبة لي لو عرض عليّ عمل جيد سوف أقدمه، أما إذا ما عرضت أعمال دون المستوى المطلوب، من المؤكد أنني سأرفضها.. ٭ وماذا عن الشللية والغيرة السائدة في الوسط الفني المصري؟ - بالنسبة لي لم أعرف هذه الأمراض كوني أتعامل مع جميع الفنانين، وأقوم بزيارتهم في الأحزان والأفراح، وأنا ونور لم نشكل ثنائياً كما نتهم عادة، حيث انني عملت مع كثير من الفنانين غيره.. ٭ وأنت تتحدثين عن عملك مع زوجك نور الشريف، ما هي الأعمال التي جمعتكما؟ - لقد وقفت أمام نور كمخرج ثلاث مرات في المسرح، ومرة واحدة في السينما في فيلمي الأخير «العاشقان»، وقد اشتركنا في بطولة أفلام عدة أذكر منها «كراونة - قطة على نار - حبيبي دائماً - زمن حاتم زهران..». ٭ وكيف تنظرين إلى العمل مع زوجك ؟ - إنه فنان جاد في عمله ويدقق بكل تفاصيل عمله، وكل شيء عنده مدروس ومعد مسبقاً ويخرج أفضل ما لديه بتوحده التام مع الشخصية التي يمثلها.. وفي الأفلام التي أكون فيها معه تأخذ مني وقتاً أطول وجهداً مضاعفاً.. لانه ممثل كبير . ٭ من خلال مشاركتك في لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائي، كيف تجدين واقع السينما العربية اليوم؟ - كثر الكلام وفاق حدود الواقع، وبتنا نتحدث عن السينما وما تعانيه أكثر مما نعمل لها، إن الواقع يؤكد أن كل مرحلة تمر علينا ليس في السينما فقط بل في كافة النواحي الحياتية، هي مرحلة تتأرجح ما بين الجيد وغير الجيد، وهذه طبيعة الأمور، فإذا افترضنا أن السينما اليوم لا ترضي ولا تقنع ولا تسعد البعض لكونهم يطلبون منها الأفضل، فإنه في الوقت نفسه ليس كل ما تقدمه سيئاً.. لكن الآن السينما دائماً تضع أفكاراً وتخلق أحاسيس وتحرك مفاهيم وتبني عقولاً، فهي محل اهتمام الكل وهو اهتمام يصب في خانة الرغبة في أن تكون السينما جميلة وقادرة على إحداث حالة من المتعة للجمهور.. ٭ وكيف وجدت الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان دمشق؟ - هناك تنافس كبير بين الأفلام المشاركة، فالأفلام منتقاة بعناية كبيرة، فهي أفلام هامة وجيدة وتستحق المشاهدة.. ٭ وما هي المعايير التي يتم عليها اختيار الفيلم الأفضل بين عدد الأفلام المشاركة؟ - أنا أرى أن الفيلم يتألف من عدد من العناصر المتكاملة يبدأ من الرواية الجيدة ومن ثم التمثيل المتقن وصولاً إلى السيناريو المتميز، ومن ثم الجوانب الفنية الأخرى من إضاءة وتصوير وديكور، وهذه كلها عناصر يجب أن تتكامل مع بعضها بعضاً لتقديم الفيلم الذي يستحق الجائزة وقد تجد عنصراً جيداً في فيلم ضعيف ينقصه العناصر الأخرى، لكن الأفضل من يجمع بين هذه العناصر..