أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن محافظة تعز هي امتداد ثقافي لعدن وظلت وستظل القلب النابض لليمن ووحدته وأمنه واستقراره، فيما أجلت الرئاسة اليمنية بمدينة عدن، جنوب اليمن، الاجتماع الذي كان سيترأسه الرئيس هادي للحكومة اليمنية التي يترأسها المهندس خالد محفوظ بحاح الذي تضعه جماعة الحوثي مع عدد من وزرائه تحت الإقامة الجبرية في منازلهم بصنعاء. وقال هادي خلال لقائه أمس بالعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، عددًا من أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية ومجلس النواب والشخصيات الاجتماعية ووجهاء ومشائخ محافظة تعز: إن مخرجات الحوار الوطني تعد مشروعًا لليمنيين جميعهم من صعدة حتى المهرة لكونها مشروعًا يوزع السلطة والثروة بين أبناء الوطن الواحد على أساس العدالة والمساواة. وأضاف هادي: إن عام 2015 ليس مثل عام 1994م ولمن لديه أي مشروع سياسي يخدم اليمن شعبًا وأرضًا فليأتِ به ويناقشه معنا ولا داعي للمناكفات والمكايدات التي تضر بالوطن والشعب -في إشارة إلى هجوم سلفه صالح عليه ودغدغة مشاعر أبناء محافظة تعز ومحاولة ثنيهم عن دعمهم لشرعية الرئيس هادي. وقال هادي: «إن تعز اليوم تؤكد من جديد بأنها تقف دائمًا مع الشعب وحقوقه العادلة ومشروعاته الوطنية المتمثلة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المبني على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».. منوهًا بالتضحيات التي قدمها أبناء محافظة تعز في مختلف المراحل النضالية من أجل السعي نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها كافة أبناء الشعب اليمني القائمة على المساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة. وأشار إلى أن محافظة تعز تمثل مركزًا تنويريًا وثقافيًا جعلها تحظى بتسميتها عاصمة للثقافة.. داعيًا أبناء تعز إلى مواصلة أدوارهم النضالية والمساهمة في إخراج اليمن من أزمته الحالية، من جانبهم أعلن الحاضرون باسم أبناء محافظة تعز وقوفهم مع الشرعية الدستورية.. مهنئين رئيس الجمهورية بسلامة وصوله إلى عدن. إلى ذلك، قال مصدر في الرئاسة اليمنية ل»المدينة»: إن أسباب تأجيل اجتماع الحكومة في مقر الرئاسة بعدن، الذي كان يفترض أن يترأسه الرئيس هادي، من أجل إعطاء فرصة لبقية الوزراء الذين لا يزالون خارج مدينة عدن وبعضهم يوجدون في العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر: إن الاجتماع الذي كان مقررًا أن يعقد بالقصر الجمهوري في مدينة عدن، أمس الاثنين، تأجل إلى الأحد المقبل. وتوقع المصدر أن يحضر الاجتماع الذي تم تغيير اسمه من اجتماع للحكومة برئاسة الرئيس هادي إلى لقاء موسع، وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي، الذي كان قد أوفد له الرئيس هادي أمس الأول، وفدًا يضم عددًا من أبرز القيادات العسكرية الموالية له لزيار ته في منزله بمنطقة المضاربة رأس العارة بمحافظة لحج، وضم الوفد قائد قوات الحماية الرئاسية صالح الجعملاني ونجل الرئيس هادي ناصر عبدربه واللواء فيصل رجب وقائد اللجان الشعبية في أبين «عبداللطيف السيد». ووفقًا لمصادر مقربة من اللواء الصبيحي: أن الوفد عقد لقاء باللواء الصبيحي حيث نقلوا له رسالة من الرئيس هادي تدعوه للقدوم إلى مدينة عدن والبدء بتنسيق الجهود بين كافة الأطراف، إلا أن الصبيحي أبلغ الوفد بأنه يحتاج فترة من الوقت لترتيب أفكاره وإعادة النظر في عدد من المواقف السياسية التي اتخذها خلال الفترة الماضية وبأنه يشعر بأن المشهد السياسي اليمني الحالي مشهد «معقد» لكنه قال: إنه سيتخذ خطوات سياسية قريبة فيما يراه صحيحًا. وقال أحد المشاركين في اللقاء: إن اللواء الصبيحي أبلغ القادمين إليه بأن مشاركته مع جماعة الحوثي وظهوره بعدد من الاجتماعات لم يكن عن «اقتناع» وإنما كان تحت الاكراه لكن الصبيحي قال لهم: إن له الكثير من الملاحظات حول الطريقة التي أدارت بها إدارة الرئيس هادي الأزمة السياسية اليمنية مؤخرًا. وفي سياق متصل، زار المبعوث الدولي إلى اليمن، جمال بن عمر، الرياض أمس الثلاثاء، لمناقشة موضوع نقل الحوار بين الفرقاء السياسيين إلى الرياض بعد ترحيب دول مجلس التعاون باستضافة الحوار بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وذكرت مصادر سياسية ل»المدينة»: إن القوى اليمنية استمرت بالمفاوضات مساء الاثنين، وفشلت في التوصل إلى توافق بشأن تشكيل مجلس رئاسي، وكان مصدر في الرئاسة اليمنية طالب أمس الأول المبعوث الأممي جمال بن عمر، بتنفيذ قرار مجلس الأمن المتعلق بنقل الحوار السياسي اليمني الى مقر الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض. الى ذلك، دشّن أنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، حملة في العاصمة صنعاء، تطالب نجله الأكبر، أحمد، بالترشح لرئاسة الجمهورية، بالتزامن مع تصعيد صالح ضد خلفه هادي، وتهديده بالحرب في حال سعى إلى الانفصال. وعلى ذات الصعيد، استعادت اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، شارع العريش الرئيس المجاور لمطار عدن، بعد الاشتباكات التي اندلعت ليل أمس مع جنود من قوات الامن الخاصة التي حاولت اقتحام مطار عدن الدولي، وأكدت مصادر محلية عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، وبالتحديد منطقة العريش التي شهدت اشتباكات متقطعة، وأن جنود قوات الأمن الخاصة انسحبوا إلى معسكرهم، فيما اللجان الشعبية مسيطرة على جميع الشوارع الرئيسة في المدينة، وكانت قوات الأمن الخاصة المتمركزة في مدينة عدن الذي تمرد قائدها العميد عبدالحافظ السقاف، على قرار الرئيس هادي بتسليم المعسكر للعميد المعين بقرار جمهوري مثنى جواس، حاولت مساء أمس اقتحام مطار عدن الدولي مستخدمة الأسلحة الخفيفة. وتشهد عدن توترًا شديدًا على خلفية رفض العميد عبدالحافظ السقاف، قائد القوة، قرار هادي بتغييره، حيث انتشرت قوات الأمن في محيط المعسكر، بينما ينتشر الآلاف من المسلحين الموالين لهادي تحت مسمى «اللجان الشعبية»، مهددين باقتحام معسكر الأمن. المزيد من الصور :