تفاعل حضور جلسات مؤتمر «الإسلام ومحاربة الإرهاب» أمس، مع تناول قضية فلسطين في بحث قدمه الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك، والذي قال إن مدينة القدس تتعرض للتهويد الآن ومؤسساتها تضرب، وشخصياتها الاعتبارية تمنع من دخول المسجد الأقصى والمدينة المقدسة كلها، من أجل هدم الأقصى وإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاضها، ومع ذلك العالم يصم أذنيه كأنه لا يسمع ويغمض عينيه كأنه لا يري، وأضاف أن الواجب على العالم أن يقيم الشرعية الدولية التي يعرفها الجميع. شهدت الجلسات مناقشة الأسباب الدينية للإرهاب ومنها التحيز غير العادل في قضايا المسلمين وإثارة الطائفية والفتن بين أقطار العالم الإسلامي ومجتمعاته واستغلال الإرهاب لمصالح إقليمية وعالمية وطائفية. قال الدكتور مصطفى تسيريتش المفتي العام السابق في البوسنة والهرسك إن التعصب والتوسع في باب التكفير أذاق الأمة الويلاتِ ردحا من الزمان، وقد أطلَّ برأسه في هذه العصور المتأخرة معاودا الكَرَّة مرة أخرى في ثوب جديد، وتحت راية جديدة أخطر من سابقاتها؛ لأنه يلبس ثوبَ السُّنّة والسلفية تارة، ويتوارى تحت عباءة علماء السلفية تارة أخرى، فيلتقط أحدُهم الكلماتِ من بين السطور ويُركِّب عليها لوازمَ تنصر منهجه الذي اختاره بهواه، ليبرر أنه ما خرج عن علماء الأمة في شيء، وتارة يبحث عن قولٍ شاردٍ لأحد الأئمة والعلماء من هنا أو هناك ينصر به عقيدته ويتعصب لمذهبه، فتأتي الأحكام المترتبة على حكم التكفير تباعا، سواء بالقتل أو التفجير أو ما شابه ذلك.. وقد قال أحد العلماء: «سوء التفكير يؤدي إلى التكفير، والتكفير يَسوق إلى التفجير»، دماء تسفك، وأعراض مسلمة تُنتهك، وأموال تُسرق ولا نعرف لماذا، والمسلمون تتلاعب بهم عقولُ أهل الكفر والطغيان من الشرق والغرب؛ سواء عن طريقٍ مباشر أو غير مباشر، تحت مسميات مختلفة كالإسلام، والجهاد ، وتحرير الأرض، وأصبح الحليم في هذا الزمان حيرانا جرَّاء ما يُظهره المسلمون من انحلالٍ وتخلُّفٍ في الفكر، وحبٍّ للشهوات والملذات، ونجد أن الآلة التي تُهدَم بها الأمةُ اليوم، هي التعصب في التفكير والتسرع في إصدار أحكام التكفير. أكد الدكتور مصطفى تسيريتش أن الوسطية دعوة للعيش المشترك والتسامح، على مبدأ الحوار والاحترام المبادل تبيَّن لنا أن المذهبية والطائفية ضد تعاليم العقيدة الإسلامية الصحيحة والإيمان الصادق، فهُما هو نتيجة لأهواء الإنسان ومطامعه وعلينا بمواجهة التعصب المذهبي والتحزب الطائفي. تحدث الدكتور عبدالحق التركماني الباحث بمركز البحوث الإسلامية في السويد عن الإرهاب، قائلا: إن العمليات الانتحارية والتفجيرات المدمِّرة، واستهداف المدنيين، وانتهاك حرمات المساجد، والاعتداء على دور العبادة والمستشفيات والمساكن، وفُجَاءة الآمِنين في مجالس الأفراح والعزاء، واستخدام أساليب الغدر والخيانة، ونقض العهود والمواثيق والاستخفاف بالدماء من أسوأ ظواهر الحياة المعاصرة، التي أصبحت تهدِّد القواعد والقيم والأعراف الدينية والأخلاقية والحضارية في العلاقة بين بني آدم على وجه هذه البسيطة، وقد اصطلح الساسة وأهل الرأي والإعلام؛ على تسمية هذه الممارسات المسيئة ب:«الإرهاب». وأضاف: كما أنَّ «الإرهاب» مستمرٌّ؛ فلا بدَّ من أن تستمر الجهود المخلصة الجادَّة في معالجته علميًّا وفكريًّا كما يتمُّ مواجهته أمنيًّا وميدانيًّا، وأيضًا فإن حملات التحريض والتشويه، واستغلال الإرهاب لتجريم دين الإسلام والتنفير عنه مستمرةٌ؛ ولا بدَّ إذن من أن يرتفع صوت الحقِّ بالبيان والتوضيح لحقائق الإسلام وأحكامه، ومعالم عدله ورحمته وسماحته، ورفعة أخلاقه، وروعة تاريخه، ومحاسن مقاصده وآثاره. المزيد من الصور :