استأنف المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي»الإسلام ومحاربة الإرهاب» أمس جلساته المنعقدة في مقر رابطة العالم الإسلامي حالياً في مكةالمكرمة، بعقد الجلسة الثانية، ومحورها الرئيس»الأسباب الدينية للإرهاب»، ودار النقاش فيها عن الجهل بمقاصد الشريعة وأحكامها. وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن أسباب الإرهاب متعددة ومتنوعة، قد تكون مرجعها أسباب فكرية أو نفسية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية. وقالوا: لا شك أن الجهل بالشريعة من أكبر الأسباب. وشدد المتحدثون على أن التعصب المذهبي والتخريب الطائفي أذاق الأمة الويلات ردحاً من الزمان، وأطل برأسه في هذه العصور المتأخرة معاوداً الكرَّة في ثوب جديد، وتحت راية جديدة أخطر من سابقاتها. وقال أحد المشاركين إن «سوء التفكير يؤدي إلى التكفير، والتكفير يؤدي إلى التفجير». وفي بحث آخر تناول المشاركون موضوع «الخطأ في ضبط مفاهيم شرعية مهمة»، حيث جاءت دراستهم التحليلية بعد ما بات الإرهاب يشكِّل خطراً على الأمة ودينها، ومشروع بنائها وتطويرها الحضاري، موضحين أن المجامع الفقهية تحركت لحرصها على وحدة الأمة، وعدم تفريقها، وتنازعها على أسس مذهبية نتيجة للجهل وسوء الفهم أو وقوعاً في خطط الأعداء الذين يسعون إلى إضعافها وتشتيت شملها. وأوضح المتحدثون مسألة الولاء والبراء، وحديث الفرقة الناجية وما بني عليه من نتائج، وضوابط التكفير والتفسيق والتبديع دون غلو أو تفريط، والحكم بالردة، وشروط تطبيق حدها والتوسع في الكبائر، والتكفير لعدم التطبيق الشامل لأحكام الشريعة. وتحدثوا عن حقيقة الجهاد وأسبابه ودوافعه في الإسلام وما يحكمه من مبادئ وأسس. وفي الجلسة الثالثة، تطرق المشاركون، في بحث «عدم تطبيق الشريعة الإسلامية أحد أسباب الإرهاب»، إلى كثرة الحديث الحالي عن الشريعة والإرهاب، وأوضحوا في موضوع «ضعف المؤسسات الدعوية والعلاقة بالتطرف والإرهاب» أن الدين الإسلامي يعاني من ظهور جماعات متطرفة وعنيفة باسمه، لافتين إلى أن الآمال معقودة على الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الدينية في نشر الاعتدال. وتناول الباحثون موضوع «الخطاب الديني الإسلامي في مواجهة تحديات العصر»، وأوضحوا أن العالم يشهد اليوم كثيراً من التغيرات المذهلة المتسارعة في ظل تطور وسائل الاتصال والمعلومات، لافتين إلى أن الثورة المعلوماتية أيقظت الفتن، فظهر التطرف والعنف والإرهاب، وأصبح ظاهرة خطيرة تعاظمت، الأمر الذي يدعو إلى استنهاض الأمة، لتقوم باسترداد دورها في إنقاذ البشرية.