واصلت جماعة الحوثي تنفيذ خطواتها الانقلابية في تشكيل حكومة مصغرة لإدارة شؤون الدولة. وأصدرت جماعة الحوثي في وقت متأخر من مساء الخميس 14 قرارًا بتعيينات في مناصب عسكرية قيادية، رشحت لها قيادات فاسدة، وخريجي سجون، وأصحاب سوابق جنائية، حيث عينت العميد فؤاد يحيى العماد، أحد أعضاء الجماعة على رأس قيادة اللواء الثالث حماية رئاسية وهو صاحب سوابق وكان مسجونا في القضاء العسكري على ذمة قيادة خلية ارهابية لاغتيال قيادة عسكرية وأمنية ومسؤولين يمنيين وسفراء أجانب بينهم السفير الأمريكي السابق. يأتي هذا فيما أعلن المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر توصل الأطراف السياسية المتحاورة مع جماعة الحوثي إلى اتفاق على شكل السلطة التشريعية، وذلك برعاية الأممالمتحدة. فيما قال مصدر في جماعة الحوثي إن وفدًا حوثيًا من طرف زعيم الجماعة توجه الى بيروت للتشاور مع قيادات حزب الله اللبناني وقيادات إيرانية في تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية للمرحلة المقبلة. على صعيد ذي صلة تركت السفارة الأمريكية في صنعاء وثائق سرية مهمة تضم معلومات حساسة وخطرة أثناء إخلائها. وتكشف رسائل البريد الإلكتروني من وزارة الخارجية الأمريكية أن الأمريكيين هرولوا للخروج من السفارة لدى اليمن، وبسبب الضغط تجاوزوا بعض الإجراءات الخاصة بحماية المعلومات الحساسة. وأشارت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إلى أن مسؤولي السفارة تركوا نظم الاتصالات مفتوحة، والتي تحمل تفاصيل العمليات اليومية للسفارة، والمخاطبات مع وزارة الخارجية. وتابعت: إن هذا الإجراء يناقض كل التفاصيل الخاصة بأمن المعلومات، ومن المتوقع أن يتسبب في تسريب وثائق سرية مهمة. من جهته شن الصحفي الحوثي، عابد المهذري، هجوما شرسا على جماعته، والتي اتهمها بتصعيد فاسدين وتعيينهم في المناصب العليا للدولة، وكشف جانبا من فساد، علي الكحلاني الذي عينته الجماعة، رئيس هيئة الإسناد اللوجستي.. متحدثا عن انجازات ما وصفه ب «الفاسد» ماليا والمفسد اجتماعيا (علي الكحلاني).. مدير المؤسسة الاقتصادية سابقا، خطيب جامع الدعم اللوجستي حاليا.وفي تفاصيل الاتفاق الذي توصلت اليه القوى السياسية اليمنية، قال المبعوث الاممي الى اليمن، جمال بن عمر: تقدمنا هذا الصباح- امس الجمعة- خطوة مهمة على درب إنجاز اتفاق سياسي ينهي الأزمة الحالية.واضاف ابن عمر: إن المتحاورين اليمنيين توافقوا على شكل السلطة التشريعية للمرحلة الانتقالية بما يضمن مشاركة كل المكونات السياسية التي لم تكن ممثلة في مجلس النواب الحالي. وأوضح أنه ووفقا للتوافق المبدئي تضمن الإبقاء على مجلس النواب بشكله الراهن، وتشكيل مجلس الشعب الانتقالي الذي سيضم المكونات غير الممثلة، ويمنح الجنوب 50% على الأقل، و30% للمرأة و20% للشباب، على أن يسمى انعقاد مجلس النواب ومجلس الشعب الانتقالي معا بالمجلس الوطني.. وستكون لهذا المجلس صلاحيات إقرار التشريعات الرئيسة المتعلقة بإنجاز مهام واستحقاقات المرحلة الانتقالية. وأضاف ابن عمر في بيانه: إن هذا التقدم لا يعد اتفاقا. ولكنه اختراق مهم يمهد الطريق نحو الاتفاق الشامل. ولا يزال مطروحا على طاولة الحوار قضايا أخرى يجب حسمها، تتعلق بوضع مؤسسة الرئاسة وبالحكومة، فضلا عن الضمانات السياسية والأمنية اللازمة لتنفيذ الاتفاق وفق خطة زمنية محددة. ولن يعلن الاتفاق التام إلا بالتوافق على كل هذه القضايا.وأشار إلى أن التوصل للتوافق على شكل السلطة التشريعية أخذ وقتا أكثر مما ينبغي بالنظر إلى الظرف الدقيق الذي يمر منه اليمن. متمنيًا أن تبدي الأطراف اليمنية من الجدية وحسن النية والليونة ما يسمح بالتوصل سريعا إلى اتفاق شامل، ينهي الوضع الشاذ الذي يوجد فيه اليمن اليوم. الى ذلك شهدت مختلف المدن اليمنية امس الجمعة مظاهرات تندد بالانقلاب وترفض الحوار الجاري برعاية المبعوث الدولي تحت سقف الإعلان الدستوري. كما نظم الحراك الجنوبى مظاهرات مؤيدة للخطوات التصعيدية من قبل اللجان الشعبية في المحافظاتالجنوبية والشرقية والتي من شأنها منع جماعة الحوثي من التوسع الى المحافظاتالجنوبية والشرقية. وفي سياق متصل نجا قائد المنطقة العسكرية الاولي اللواء الركن عبدالرحمن الحليلي الموالي لجماعة الحوثيين، من محاولة اغتيال في كمين مسلح استهدف موكبه في وادي حضرموت منطقة البحيرة على طريق سيئون شبام وذكرت مصادر خاصة إن قاعدة عسكرية للقوات الخاصة (الأمن المركزي سابقًا) في منطقة شبام جنوب مدينة إب (وسط البلاد)، تشهد توترًا بين الجنود ومسلحي جماعة الحوثيين.وقالت المصادر: إن خلافًا منذ يوم الأربعاء نشب بين أركان حرب المعسكر هشام المغني الموالي للحوثيين - عُين مؤخرًا - وضباط، عقب نشر مسلحين حوثيين بزي الأمن على بوابات وحراسات المعسكر. وأضافت إن سياسية أركان الحرب الجديدة أثارت حفيظة الضباط وحرس المعسكر السابقين، خصوصًا ان الحوثيين ضُموا إلى قوام المعسكر وأصبحوا أفرادًا فيه.وقالت المصادر: إن الخلافات تطورت إلى أن أجبر جنود أركان حرب المعسكر على المغادرة وعدم السماح له بالعودة. وذكرت أن أركان حرب المعسكر استدعى مسلحي جماعة الحوثيين الذين فرضوا حصارًا على المعسكر من جميع الجهات، تأهبًا لاقتحامه. وأفادت إن جهودًا قادتها قيادات أمنية رفيعة لاحتواء الأزمة، فيما يصر الجنود على رفض المغني. وفي سياق متصل، قال مصدر محلي في محافظة البيضاء، وسط اليمن ل»المدينة»: إن شخصين قتلا وأُصيب ثلاثة آخرون امس، في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة زعيم قبلي في بلدة الوطية بمديرية الملاجم في محافظة البيضاء.. مضيفا إن الانفجار استهدف سيارة ضيف الله الوهبي - الزعيم القبلي المناوئ لجماعة الحوثيين - وأسفر عن سقوط مرافقين له.