أكد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق بجواز التبرع بالأعضاء وعدّه أحد مناحي الحياة كونها من الصدقة الجارية التي تكون من الحي للحي أو من الميت إلى الحي، وركز المطلق على تدعيم مريدي الخير ومحبي النفع على أن يكون لهم نصيب أعظم من الأجر. وأشار الشيخ المطلق في محاضرة أُقيمت أمس في غرفة الشرقية ضمن برامج فعاليات حملة «خلّونا نحييها» والتي تنظمها جمعية إيثار للتبرع بالأعضاء، بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض بحضور الشيخ عبدالرحمن الرقيب، إلى أن جمهور العلماء يرى بجواز نقل الأعضاء من حي إلى حي، لما فيه من المصلحة والبرّ عندما ينقذ الأب أباه أو أمه أو أحد أقربائه، مؤكداً أنه لا يجوز نقل الأعضاء إلا بعد التأكد بعدم تضرر المنقول منه وحاجة المنقول إليه، مستدركاً بأن هناك من العلماء من يخالف هذا الجواز. وتطرق المطلق إلى حالة التبرع من الميت إلى الحي والتي يدخل فيها مسألة مهمة جداً وهي متى يُحكم بالموت على المريض، إذ يرى بعض العلماء والجمهور أنه إذا توقف الجهاز التنفسي، والجهاز الدوري الدموي، والجهاز العصبي فيعتبر الشخص متوفى، وأضاف: لانحكم بالموت بمجرد موت الدماغ إلا أننا لم نعرف شخصًا تحلل دماغه ثم عادت إليه الحياة بل إذا تحلل الدماغ مات الإنسان،مشترطا أن يجتمع ثلاثة أطباء يقررون أن هذا الرجل قد مات وبالنسبة للمخالفين لمسألة التبرع فيرون أن الإنسان لا يملك أعضاءه وهذا محل خلاف أيضًا. وعَدّ المطلق التبرع بالأعضاء موجودا في جميع أنحاء العالم، وأستثنى من جواز التبرع الأجزاء التناسلية والتي اعتبر التبرع بها محرمًا كونها تحمل الصفات الوراثية للمتبرع، كما عدّد المطلق شروط التبرع بالأعضاء والتي تشمل الحاجة للتبرع سواءً من المانح أو المستقبل، وأمن الخطر إذ لا بد أن يشهد الأطباء بإمكانية نقل العضو، وغلبة الظن بأن العملية ستنجح ويجوز بذلك نقل العضو من المتبرع، إضافة إلى أن النفع المتوقع من عملية التبرع ونقل العضو أرجح من الضرر. وفي ختام المحاضرة قدم رئيس مجلس جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي الشكر للدكتور عبدالله المطلق على تشريفه للحملة وإلقاء محاضرة عن التبرع بالأعضاء، كما قدم الشكر لحضور المحاضرة رجالا ونساء، متمنياً بأن تحقق حملة خلونا نحييها الأهداف الإنسانية التي اطلقت من أجلها .