الرياضة ليست -بدعًا- مما يحدث.. والرياضيون لم يهبطوا من السماء..!! ويا من يأخذكم جنون الرياضة أنصحكم بارتشاف فنجانًا من القهوة واسترخوا على أرائك ناعمة واحلموا بما هو خلف قرص الشمس فلعل أعصابكم ترتاح بعيدًا عن وهج الحقيقة..!! " 1 " .. والرياضة حتى ولو اختزلناها في كرة قدم ليست وحدها من أخفق...!! هناك منظومة من الإخفاقات المتكررة... المشروعات المتعثرة.. والمعطوبة.. والخدمات المتدنية والفساد، والفقر، والبطالة، والغلاء..!! وفي المقابل فاسدون، ومفسدون، ومتنفذون، وهوامير..!! منظومة جعلتنا نتوقع الفشل -كنهاية- لأي مشروع أكثر من ثقتنا في النجاح..!! " 2 " .. أشياء باتت تؤرقنا.. تخلق فينا الانكسار... تهزمنا أحيانًا من الداخل...!! فلا تلوموا العازفين عن حضور الملاعب. لا شيء أسوأ من الهزيمة.. ولا أقسى من مواجهة الخيبات..!! " 3 " .. وفي ظل هذا التعامي الأحمق قد يكون ارتشاف الحسرة على فنجان قهوة وحيدًا أرحم ألف مرة من طوفان المدرجات..!! " 4 " ... والسؤال من المسؤول عن... اغتيال فرح 60 ألف متفرج..؟؟! من الذي أفسد على الوطن بكل جهاته الأربع أفراح عرسه..؟؟!! ومن.؟ ومن..؟ " 5 " ... في كل مرة كنا نستوعب الصدمات (بحرفنة) شديدة جدًا وأحيانًا .. غبية جدًا لأنها ذات الطريقة.. مجرد تغيير مدرب.. لا أكثر..!! ونحن.. طيبون، وساذجون، وقنوعون.. نطبل للإقالة ونهلل للخطوة (الغضنفرية) فيما تحول المدربون الى ما يشبه دبة القطن تمتص (الندف) من غير صوت..!! " 6 " ... هذه المرة ليس لوبيز وحده من يدفع الثمن..!! وليس أحمد عيد هو من يدفع الثمن أيضًا.. هناك رؤوس وكراسي وجوقات أطاحت في ليلة مطيرة بأحلام كل الوطن .. في عاصمة الوطن...!! " 7 " .. أعرف أن الفشل تراكمي وأن مسببات الإخفاق ليست وليدة.. لكن ما حدث في الرياض من العزوف عن منتخب الوطن يؤكد أننا أمام مرحلة جديدة لم يعد يجدي فيها إقالة المدرب فقط..!! إنها رسالة واضحة وجلية للاستصلاح والتغيير.. وأن فنادق السبع نجوم لم تعد مكانًا مناسبًا لخلق الإنجازات الورقية..!! " 8 " .. قبل 33 عامًا تقريبًا زرت الكويت كنت أجمع معلومات عن منتخبات الخليج قبل الدورة لنشرها في إصدارات خاصة حينها لم يكن هذا الطوفان الإعلامي..!! في الطريق إلى الشيخ فهد الأحمد -رحمه الله- في مكتبه بمبنى اتحاد كرة القدم.. تخيلت من واقع ذلك الابهار للمنتخب الكويتي أني سأشاهد أشياء أشبه بالحلم..!! ولكم أن تتخيلوا..؟ مبنى صغير وعادي ومكتبه بسيط جدًا..!! هذه البساطة أثارت فضولي .. فبادرته: ما سر هذا التفوق..؟!! تبسم .. ثم استدار إلى الخلف وفتح ستار النافذة.. قال: "هذا هو السر"..!! المنتخب الكويتي يتمرن خلف شباكه..!! ثم قال "انظر".. وأشار إلى زاوية الملعب.. خمسة من الرجال على الكراسي يتابعون التمرين.. وأردف "هذه لجنة فنية تراقب أداء المدرب واللاعبين..!!" " 9 " .. أدركت أن الجلوس على الأرض، والبساطة ساحة مشتركة للإانجاز... فقط نقترب.. ونتقارب.. ونخطط ..!!.