ما يدور في العالم العربي من حروب وتناحر وتمزيق لم يحدث صدفة وإنما هو نتاج تخطيط من أعدائهم لم تكن حياكته تمت خلال يوم وليلة بل نتاج تدبر وتدبير سنوات طويلة كان العرب فيها يعيشون في سبات عميق ويصفقون لوعود براقة من أعدائهم تتلون من فترة وأخرى كالحرباء وتتراقص على أنغام مخدرة وصاحب هذه الوعود تغذية فئة بل فئات من العرب أنفسهم وغيرهم يسيرها أعداؤهم من خلال خطط بعيدة المدى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب واتساق مع المنهج المرسوم للتخريب والتمزيق شباب يعوزه الفهم وتدفعهم الحماقة وتغذيهم السطحية حتى أصبحوا قادة للشر على أبناء جلدتهم باسم الدين، والدين بريء من قتل الأبرياء وتسييس الدين فيما يتعارض مع منهجه القوي الذي يحفظ للإنسان كرامته وبدأت شرارة الشر في أفغانستان المسلمة المسالمة عام 1975م التي كانت تنعم في خيرات أرضها وتعيش في نعيمها وتطبق الشريعة الإسلامية في تسيير أمورها الحياتية وتيقن الغرب من نجاح الفكرة التي رسموها وبلوروها على أرض أفغانستان المسلمة بنجاح حتى أصبح الأفغان شعوبًا متناثرة ومتناحرة فاستهلك الغرب المستعمر هذا التناحر وأصبح للغرب مجال لتنفيذ مخططاتهم على طبق من ذهب بإلاضافة إلى مشاركة الأفغان المنكوبين في خيرات بلادهم وتفريغ أرضهم من مخزونها، وبعد أن أيقن الغرب من نجاحهم في أفغانستان دارت رحى الشر على بلاد العرب والأفارقة في قارة أفريقيا التي تنعم بالأمن والأمان وتزهر بالخيرات المتنوعة، فحققوا أهدافهم بإشعال النار التي تأكل الأخضر واليابس ولن تنطفئ حتى يعي العرب والأفارقة الدروس ويحكموا العقول وينبذوا الفرقة. وليس ما يدور بالهلال الخصيب بعيدًا عن السامع والناظر إنما هو نتاج تجربة الغرب في أفغانستان واشتعلت النار في كل بقعة منها وأفرزت جماعات كل منها يدعي الإصلاح وحقيقة الأمر أنها فتنة تيقظ النائم وتدمي القلوب وتذرف الدموع وغزة العزيزة تصرخ (وامعتصماه)، ولن ولم يلتئم الشمل وتنطفئ الفتنة حتى ينصاع العقلاء في العالم إلى تطبيق منهجية الحوار ضد الإرهاب الذي دعا له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية -حفظه الله- الذي عقد أول مؤتمر بالمملكة برعايته -حفظه الله- ولقي تأييدًا من جميع من حضر المؤتمر وناشد خادم الحرمين الشريفين العالم قبل أسبوعين تقريبًا ببلورة منهجية الحوار ميدانيًا ضد الإرهاب لتنعم الشعوب بالأمن وخيرات أقطارها.. والله المستعان.