سحبت إسرائيل كل قواتها أمس الثلاثاء من قطاع غزة، وبعد نحو شهر على الحرب الإسرائيلية استطاع النازحون في قطاع غزة العودة لتفقد منازلهم المدمرة مع دخول تهدئة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الثلاثاء لمدة 72 ساعة، فيما دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد بن أمين مدني إلى احترام الهدنة الإنسانية التي أعلنت لمدة 72 ساعة في قطاع غزة، معربًا عن أمله أن تكون مقدمة لوقف تام وشامل للعدوان العسكري الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وقالت حركة حماس امس انها ترفض فكرة نزع سلاح المقاومة. فيما اعلنت اسرائيل انها القت القبض على المشتبه به الرئيس في عمليه خطف ومقتل الثلاث شبان المستوطنين. من جهته قال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعضو الوفد الفلسطيني في المباحثات الرامية للتوصل إلى تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية مصرية والتي تعقد في القاهرة اليوم الاربعاء: إن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني لن تجعل الوفد الفلسطيني يقبل بشروط إذعان ولكن التفاوض يتم علي أساس من الندية وأن المطالب الفلسطينية واضحة ومعلنة ولن نقبل بغيرها، وقال أبو مرزوق في تصريحات خاصة ل»المدينة»: «إن الشعب الفلسطيني لن يستغني عن الدعم العربي ونحن نقدر دور المملكة العربية السعودية ومصر، موضحًا أن هناك من يحاول أن يخلق فجوة بين حماس وبعض العواصم العربية، مؤكدًا أن حماس حركة مقاومة تطالب بحق الشعب الفلسطيني المسلوب وليست حركة إرهابية كما يحاول البعض أن يصفها، مؤكدًا أن القيادة المصرية تتفهم ذلك تمامًا، وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي أسفر منذ 8 يوليو عن مقتل 1875 فلسطينيًا على الأقل، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الثلاثاء أن «حصيلة الشهداء حتى اللحظة المسجلين لدى الوزارة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل شهر هي 1875 شهيدًا من بينهم 430 طفلاً و243 امرأة و79 مسنًا»، وأضافت الوزارة: «إن حصيلة الشهداء من الطواقم الطبية 21 شهيدًا إضافة إلى 85 جريحًا»، وتابعت: «إن عدد الجرحى بلغ 9567 من بينهم 2878 طفلاً»، وبدأ الطرفان العمل بالتهدئة اعتبارًا من الساعة 8,00 بالتوقيت المحلي (5,00 ت.غ) لمدة 72 ساعة، ومن المفترض أن تجري مفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق نار دائم خلال هذه المدة، وأفاد مصدر رسمي فلسطيني في معبر رفح جنوب قطاع غزة أن الوفد الفلسطيني المفاوض من غزة غادر الثلاثاء إلى القاهرة للالتحاق بالوفد الفلسطيني الموجود هناك لبحث تثبيت التهدئة، وكان خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي وعضو الوفد أعلن قبل مغادرته المعبر للصحافيين «لأول مرة نكون موحدين في موقف فلسطيني من أجل وقف العدوان على غزة»، ووصل الوفد الإسرائيلي المفاوض بدوره إلى القاهرة، ومنذ بدء التهدئة عاد الآلاف إلى أحيائهم لتفقد إن كانت منازلهم لا زالت موجودة أو تحولت إلى ركام، بدورها رحبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالتهدئة، معلنة إطلاق نداء طارىء لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات طارئة لنحو 250 ألف نازح في القطاع .