أعلنت القاهرة مساء امس الاثنين توافق اسرائيل والفلسطينيين على تهدئة في قطاع غزة تستمر 72 ساعة اعتبارا من صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بعدما استأنف الجيش الاسرائيلي عمليته العسكرية في القطاع مؤكدا ان مهمته لم تنته بعد. وقال مسؤول مصري لوكالة فرانس برس إن «اتصالات مصر مع مختلف الاطراف ادت الى الالتزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة وتبدأ في الساعة 5,00 ت غ من صباح (الثلاثاء)، اضافة الى الاتفاق على ان تحضر بقية الوفود الى القاهرة لاجراء مفاوضات اكثر شمولا». وكانت القاهرة، الوسيط التقليدي بين اسرائيل وحركة حماس، دعت الاسبوع الفائت اسرائيل والفلسطينيين لارسال وفود للبدء بمفاوضات بهدف التوصل الى تهدئة. ولكن لم يحضر سوى الوفد الفلسطيني الذي ضم ممثلين لكل الفصائل الفلسطينية ومسؤولين في حركتي فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحماس. في المقابل، رفض الاسرائيليون ارسال وفد الى القاهرة متهمين حماس بانتهاك تهدئة سابقة وافق عليها الجانبان الجمعة. واكد عزام الاحمد الذي يترأس الوفد الفلسطيني ان «الفلسطينيين وافقوا على وقف اطلاق النار الذي اقترحته مصر». فيما أكدت بدورها إسرائيل موافقتها على الهدنة التي قدمتها القاهرة. والاثنين، انتقل التوتر من غزة الى القدس التي شهدت اول هجوم دام منذ اكثر من ثلاثة اعوام تجلى في قيام شاب فلسطيني بصدم حافلة اسرائيلية في القدسالشرقية بواسطة جرافة كان يقودها ما ادى الى مقتل اسرائيلي واصابة خمسة بجروح طفيفة. وقالت الشرطة إنها قتلت سائق الجرافة. وساد الهدوء النسبي قطاع غزة لساعات عدة التزاما بتهدئة «انسانية» اعلنتها اسرائيل من جانب واحد ورفضتها حماس. لكن الهجوم الاسرائيلي استؤنف مع انتهاء التهدئة في الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان «الحملة في غزة مستمرة لن تنتهي الا حين يستعيد مواطنو اسرائيل الهدوء والامن في شكل دائم». بدوره، قال المتحدث باسم الجيش موتي علموز للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء الاثنين «لن نرحل، نحن باقون في قطاع غزة، لا تزال هناك مهمات اخرى كثيرة ينبغي انجازها». وفي رفح (جنوب) قتل طفلان وممرضة في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة. وقال اشرف القدرة لوكالة فرانس برس «استشهدت الطفلة امل امجد عويضة وعمرها 5 سنوات وشقيقها محمد وعمره 12 عاما والممرضة كرم محروس ظهير (24 عاما) في قصف صهيوني استهدف منزلا في شرق رفح». واسفر العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ الثامن من يوليو عن مقتل اكثر من 1850 فلسطينيا معظمهم من المدنيين فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين. وبعد دقائق من بدء التهدئة الانسانية الاحادية الجانب، قتلت طفلة فلسطينية هي اسيل محمد البكري (ثمانية اعوام) واصيب 30 شخصا بجروح في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلها في مخيم الشاطئ. المزيد من الصور :