سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نادي أحد.. وكأس العالم!! في زمن المال والاحتراف.. التاريخ وحده لا يكفي لصناعة المستقبل.. ومن يعرف كيف تصنع الأندية العالمية مواردها وكيف تدير ثرواتها المالية والبشرية لا يستغرب تدهور أوضاع أنديتنا ومنتخباتنا
* لا صوت يعلو فوق صوت كرة القدم هذه الأيام.. ولا جمال يفوق؛ أو حتى يعادل تلك الفتنة الكروية القادمة من شواطئ (الريو) وبقية المدن البرازيلية! وللإنصاف أيضًا.. لا أحد لملم أطراف هذا الكوكب وجمع شتات أطيافه مثلما فعلت هذه المستديرة (غير العاقلة) التي أثبتت -ربما للمرة المليون- أنها لم تعد متعة جوفاء تسر الناظرين فحسب.. بل باتت عالمًا سحريًا له دهاليزه وخباياه، مثلما له فوائده واستثماراته وملياراته التي يلهث خلفها السياسيون. * أصدقكم القول.. لا شيء يُعكّر عليّ صفو هذه الأيام الصيفية الجميلة (إجازة، وكأس عالم، وموسم أعراس) إلاّ تلك المقارنات والمقاربات العصية على التجاهل وعلى (التطنيش) أيضًا.. التي تتقافز إلى ذهني بين حين وآخر مولّدة آلاف التساؤلات المؤلمة عن وضع الرياضة في بلادنا، وتحديدا رياضة المدينةالمنورة التي دخلت غرفة العناية المركزة منذ سنوات ولم تخرج منها حتى الساعة! * لم تكن الرياضة في المدينة نشاطًا طارئًا في يوم من الأيام.. فلا تكاد تذكر المدينةالمنورة إلاّ ويذكر (أحد).. الجبل والنادي.. فهو أحد أهم أيقونات الرياضة والثقافة في المدينة.. شأنه في هذا شأن هذه الصحيفة التي أكتب لكم من خلالها، والتي يعتبرها المدينيون الخلّص إحدى أهم رموزهم الثقافية.. أمّا إن تحدثت عن العراقة في الرياضة السعودية فالنادي الذي ولد في العام 1939م هو رابع الأندية السعودية تأسيسًا بعد أندية الاتحاد والوحدة والأهلي.. غير أن هذا التاريخ الطويل والحافل بإنجازات واحتكارات لكل بطولات كرة السلة محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا خلال أكثر من عقدين من الزمن.. وذلك العقد الفريد من نجوم كرة القدم الذين زينوا عنق المنتخبات السعودية بدءا بفؤاد وسمير عبدالشكور، وليس انتهاء بحمزة إدريس وحمزة صالح مرورا بعبدالله ومحمد فودة.. كل هذا لم يشفع لهذه العراقة أن تسقط إلى مجاهل الدرجة الثانية، بعد أن شحت الموارد، وقلب لها الجميع ظهر المِجنّ!! والمؤلم أن يكون رفيق (أحد) في الهبوط هو نادي المدينة الثاني الأنصار! * ولأن المفاتيح القديمة لا يمكنها فتح الأقفال القديمة كما يقولون.. فلن أعود بكم للمربع الأول، مطالبًا تجّار المدينة بدعم أنديتهم، ولن استجدي أيضًا دعم الرئاسة، فتلك أساليب لم تجدِ نفعا طوال العقود الماضية، بل إن الاستمرار فيها هو ما أوصل رياضة المدينة لهذا الوضع الهزيل.. كل ما أطلبه اليوم من المسؤولين هو إطلاق أيدي الأندية السعودية في الاستثمار، وفك أغلال البيروقراطية التي تُقيِّد تحركات وأفكار مسؤوليها، ومنح جميع الأندية السعودية كل التسهيلات اللازمة كي تبني مواردها الذاتية الدائمة التي تعينها على تحقيق مخططاتها دون انتظار أعطيات وهبات مجالس أعضاء الشرف.. والاستفادة من دروس كأس العالم في كيفية تجهيز وتسويق اللاعبين. * في زمن المال والاحتراف.. التاريخ وحده لا يكفي لصناعة المستقبل.. ومن يعرف كيف تصنع الأندية العالمية مواردها وكيف تدير ثرواتها المالية والبشرية لا يستغرب تدهور أوضاع أنديتنا ومنتخباتنا ولاعبينا الجهابذة الذين يتمتعون هذه الأيام بإجازة مفتوحة (للتسدح) و(الفرجة فقط) على كأس العالم!. Twitter: @m_albeladi [email protected]