لولا المدينة التي وُلد من رحمها الاتحاد والأهلي، لما كانت لكرة القدم السعودية هذه النكهة، فجدة أو العروس سر من أسرار تميّز كرة القدم «الخضراء»، فهي المدينة التي أنجبت جيلاً من عمالقة الكرة السعودية، إدارياً وميدانياً. لكنها الآن تأن تحت وطأة بُكاء «السماء». أسوق هذه المقدمة عن جدة، والمشاعر «مختلطة» تجاه الصور والشهادات المفزعة المفجعة، التي تابعناها طوال اليومين الماضيين، وبين ما كنا ندور فيه كرياضيين من فلك نتائج المنتخب السعودي الأخيرة في كأس آسيا، وقبلها الغضب من عدم نجاح «الأخضر» في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010، وقبلها أيضاً نتائج الأندية «الخضراء» التي أخفقت في كل البطولات الخارجية التي شاركت فيها. لكن وبكل بصراحة لا نريد أن نصل إلى «المونديال»، ولا نريد كأس آسيا، ولا نريد الهلال والاتحاد والنصر أن تحقق «الآسيوية»، وتشارك في كأس العالم للأندية، بل نريد «تصريفاً» سليماً لأمطار جدة التي تحولت إلى سيول. لا نريد أن ننجح في تنظيم كأس العالم مثلما فعلت جنوب أفريقيا، ولا نريد أن نفوز بشرف تنظيم «المونديال» مثلما فعلت قطر، نريد فقط أن تكون هناك بنية تحتية ل«تصريف مياه الأمطار» مثلما يحدث في ماليزيا، نريد فقط أن تهطل الأمطار وتذهب إلى سبيلها مثلما يحدث في الفيليبين وتايلند ودول الشرق الآسيوي، التي ليست لها أي «أمجاد «كروية». لا نريد أن ننظم كأس العالم للأندية مثلما فعلت أبو ظبي، بل نريد أن تكون الأمطار أمطار «رحمة»، مثلما يحدث في أنغولا. لن «أتكور» على نفسي، وأنتظر جولات المنافسات السعودية المقبلة مثلما تفعل «الأندية»، بل سأطالبها بأن تقف مع «العروس»، أن تتبرع بمداخيلها في الجولات المقبلة لسكان جدة، فأنا لا أستطيع أن أنتظر عجلة «الرياضة السعودية»، بينما عجلة «السيول» طحنت الأخضر واليابس، ولم تبق ولا تذر إلا حطامات سيارات ومبان وتجربة سيذكرها سكان جدة «مئات السنين». [email protected]