كشفت ندوة أجرتها المدينة مع عدد من تاجرات مواقع التواصل الاجتماعي، عن عدد من الصعوبات والمشاكل التي تواجه هذه الفئة من التاجرات والمسوقات اللاتي أصبحت التقنية تسهل لهن عملية البيع من خلال الإنترنت. وقالت التاجرات ل «المدينة» إن هذه التجارة مربحة، ويمكن تطويرها لخدمة الاقتصاد المحلي، وفتح منابع جديدة للمشروعات الصغيرة لتسويق المنتجات عبر الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وأنستجرام وواتس آب. كما اشتكت التاجرات من صعوبات كبيرة تواجههن، خاصة ما يتعلق بالثقة والحصول على اعتراف رسمي وتصاريح من الجهات المختصة، بالإضافة إلى تسهيل عمليات الشحن والتوصيل، وطالبن بقيام صناعة حديثة تقوم على البيع والدفع والشحن من خلال التواصل عن بعد بين البائع والمشتري. حيث قالت شذى كردي بدأت الفكرة عام 2007 حيث كنت أعمل الشموع على شخصيات كرتونية وعلى الصور، وبعد ذلك ظهرت المواقع الاجتماعية وبدات أستخدمها في البيع والتسويق لمنتجاتي عن طريق المعارف والصاحبات خاصة في عام 2010 حيث بدأت في عمل شموع صغيرة في أعياد الميلاد وفي المناسبات «والسوابع». وعن الصعوبات التي واجهتها قالت كردي: الصعوبات التي تواجهنا كثيرة لكن ما يقف أمامي الآن هو طلب مكائن خاصة بعمل الشموع والقوالب الخاصة بهذه الأعمال، وتستغرق عملية صنع القوالب من يوم إلى يومين. وعن طرق التوصيل قالت كردي: عادة نستخدم زاجل للشحن خارج جدة أما من داخل جدة فعن طريق السواق الخاص أو عن طريق السائقين الخاصين بالعملاء. وحول طرق استلام المبالغ، وآلية الدفع قالت: الدفع في البداية عن طريق عربون، ثم يرسل كامل المبلغ عن طريق تحويل بنكي، علمًا أن أكثر الزبائن من داخل جدة. وحول فكرة التعاون مع محلات تجارية لتسويق المنتجات قالت كردي: لم يحدث ذلك، لكن أفكر أنا وأخي في إنشاء محل تجاري. من جهتها قالت المسوقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي العنود: إنها بدأت في العمل كمسوقة وتاجرة منذ عام 2010 م حيث فكرت في توفير منتجات من أمريكا وتركيا وتايلاند، وكانت البداية لي مع أختي عن طريق البلاك بيري. وتحكي العنود قصة البداية حيث تقول: اشتريت سلسلة منتجات عن طريق البلاك بيري بمبلغ 280 ريالًا، مع أنني علمت لاحقًا أن سعرها الأصلي هو 80 ريالًا، فأعجبتني الفكرة وقمت بشراء كمية وبدأت أبيع على أهلي وأقاربي وصديقاتي. وحول أكثر المنتجات طلبًا قالت العنود: أكثر الطلب على حبوب التسمين وحبوب التخسيس، وعادة أغلب البضائع التي نقوم بجلبها من أمريكا غير متوفرة محليًا، ولهذا بعد أن توسعت في العمل قمت بعمل مو قع خاص على الإنترنت، وإرسال المنتجات والدفع يكون عن طريق التحويل، علمًا أن أغلب بضاعتنا هي للنساء، لكن أحيانًا نوفر للشباب إكسسوارات للسيارات وغير ذلك. وفي حديثها عن الصعوبات التي واجهتها خلال العمل تقول العنود: نعاني من ارتفاع وانخفاض الأسعار بشكل مفاجئ، وهناك أناس تتقبل هذا التغير في الأسعار وأناس لا يتقبلون. أما أكثر الصعوبات فهي من المندوبين الذين يوصلون الطلبات، حيث كثيرًا ما تحدث مشاكل معهم في المواعيد والالتزام بتوصيل الطلبات، وتعرضنا للنصب من المندوبين أكثر من مرة لكن لا يوجد أي إثبات لكي نتوجه للجهات المختصة لتقديم شكوى ضدهم. وعن رؤيتها لمثيلاتها في الدول الخليجية الأخرى اللآتي يسوقن على المواقع الاجتماعية قالت العنود: نتمنى أن تكون لنا تصاريح من وزارة التجارة مثلما يحدث في الكويت والإمارات، حيث وجدنا بعض التاجرات هناك على الإنترنت توفر لهم الجهات الحكومية تصاريح تمنحهم الثقة، وأيضًا تكون معلوماتهم لدى الحكومة في حال كان هناك أي مطالبات من العملاء، وهذا يمنح العملية ثقة، ويساعد في تحمل تكاليف هذه التجارية، ومصاريف التسويق. وأريد أن أضيف أن هناك من يشجعنا على استمرار العمل، حيث أن بعض الشركات بدأت تقوم بعمل إعلانات لدينا، ووصل متابيعنا إلى أكثر من 20 ألف متابعة على أنستجرام، لكن مع ذلك عدم وجود تصاريح من الجهات الحكومية هناك من يتهمنا بالنصب والاحتيال. وحول رؤيتها لمستقبل هذه المهنة قالت العنود: هناك الكثير من المسوقات قرروا التخلي عن وظائفهم والتفرغ للبيع والتسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا وأختي كنا نعمل في وظائف لدى شركات ثم قررنا التفرغ لهذا العمل الخاص. وحول تفاصيل عملية البيع والتسويق قالت التاجرة ياسمين: توجد لدينا قائمة بالمنتجات والبضائع المتوفرة لدينا، ويوجد لدينا معلنات، ومسوقات متخصصات في هذا العمل فقط، وأنا أقوم بالتنسيق مع المنتجين لتوفير البضائع. وتضيف ياسمين: في البداية كان العثور على زبائن صعب جدًا، لكن بعد أن اشتهرنا أصبح الحصول على عملاء أسهل. وهناك تفاوت في الأسعار بين تاجرة وأخرى، وأحيانًا نجد شكاوى من الزبائن، لكن هي في النهاية تجارة حرة ولكل شخص طريقته في البيع والتسويق، علمًا أن الزبون هو من يقوم بدفع تكاليف الشحن في هذا النوع من التجارة، وهي تجارة متذبذبة، حيث أحيانًا يكون هناك طلب كبير خاصة في المواسم، وأحيانًا يقل الطلب، وأكثر المنتجات المطلوبة هي منتجات التخسيس والمنتجات المغربية، وهناك تاجرات متخصصات لبضاع معينه مثل منتجات الأكل والطلب عليها مستمر طوال السنة وأريد أن أضيف أنه توجد في الكويت والإمارات تصاريح للعمل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ولهمن تصاريح في جهات حكومية في بلدانهن ونأمل أن يكون لنا مثلهن. يذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي المنفذ الوحيد للكثير من الفتيات السعوديات لعرض المنتجات والبضائع لبيعها عن طريق هذه المواقع والتواصل مع الزبائن من خلالها، حيث أصبحت مايشبه المول المصغر للكثير من السيدات لتسويق منتجاتهن ودخولهن عالم الأعمال بعيدًا عن التسوق التقليدي القديم الذي يكلف الكثير، ولا يجدي النفع الكثير. ومن أهم أسباب اللجوء لهذه المواقع سهولة الوصول لكافة الطبقات دون حواجز والاستغناء عن الوسطاء الذين ربما يطالبون بمبالغ عالية، بالإضافة إلى الاستغناء عن استئجار المحلات المكلفة مع بروز ظاهرة البطالة بشكل موسع في صفوف الفتيات مما جعلهن يلجأن لهذه الوسيلة للخروج من نفق الحاجة. بالإضافة إلى بعض العوائد الاجتماعية الناجمة عن استقلالية الدخل من خلال التسويق الشخصي، والهدف السامي الذي تنشده المسوقات بتكوين قاعدة جماهيرية قائمة على مبدأ تكوين اسم تجاري مقنع؛ يمكن من خلاله بعد فترة وجيزة نجاحه كمشروع تسويقي متكامل يكون له كيان مستقل، لاسيما الثقة الناتجة بين المستهلك والمنتجة، أو المسوقة إذا نجحت في إيصال الصورة الحسنة عنها له. المزيد من الصور :