اكتسب التسويق الشبكي عبر الإنترنت خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، ثقة كبيرة بين الباحثين عن فرص وظيفية أفضل، بفضل ما يتيحه من مزايا مادية ساعدت كثيرين على تحقيق أحلامهم وتطوير قدراتهم على التواصل الاجتماعي والإقناع. لكن هذه الوظيفة ليست قاصرة على من لا عمل لديهم، بل أصبحت تستقطب كثيرين ممن يعملون في وظائف حكومية وأهلية حيث لا تشترط الشركات المالكة للعلامات التجارية في الموظفين مؤهلات معينة، بل تتيح للمجتهدين منهم مزايا كالحوافز والمناصب العليا فيها، وتؤهل من يرغب في العمل لممارسته على نحو جيد، حتى يتمكنوا من النهوض بمسؤوليات المهنة. «الشرق» التقت عدداً ممن التحقوا بالعمل في التسويق الشبكي واستطاعوا أن يجنوا من ورائه مكاسب جيدة، ليحكوا عن تجاربهم وعوامل القوة فيها، وكيف نجحوا. سعيد السناوي وكيل مبيعات بمرتبة مدير دولي في شركة تسويق معتمدة في السعودية والدول التي لها فروع للشركة، قال تعرفت على هذه الشركة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بواسطة شخص يعمل بالشركة ويعرض منتجاتها على صفحته في فيسبوك حيث اشتريت سلعة منه وبعد أن وجدتها مفيدة حاولت أن أعرف مزيداً عن السلع التي يبيعها، بعدها عرفني على طريقة الالتحاق بالشركة وكيف أفيد وأستفيد. وعن الشركة قال إنها معتمدة في السعودية وتعمل على نوعين من المسوقين، الأول: مسوق غير معتمد «دون وكالة من الشركة» وهو مسوق يأخذ البضاعة المرخصة في السعودية ويقوم بتسويقها ويحصل في المقابل «فقط» على فرق السعر في المنتجات. أما الثاني فهو المسوق المعتمد وهذا لديه وكالة من الشركة، يأخذ البضاعة المرخصة من المملكة لتسويقها وله مميزات منها عمولة نهاية الشهر وفرق السعر، كما يتدرج في المناصب في الشركة، بالإضافة إلى أن ابنه يرثه في منصبه، بحيث إذا توفى الشخص فإن الابن لا يبدأ من جديد بل يأخذ منصب والده في الشركة. كما يتاح له حضور حلقات تدريب على المنتجات. وتبدأ المناصب في الشركة من مسوق جديد ثم مساعد مشرف ثم مشرف ثم مساعد مدير ثم مدير على فريقه. وأشار السناوي إلى أنه عندما التحق بالشركة كمسوق جديد، حصل الشخص الذي يسّر التحاقه بها على عمولة، مبيناً أنه كلما زاد عدد المسوقين والمبيعات يحصل على نقاط، وهذه المناصب لا يستطيع أحد الحصول عليها إلا إذا وصل إلى كمية مبيعات معينة من قبل الشركة. وأضاف أن المنتجات التي يسوقها هي منتجات للعناية بالصحة العامة والعناية الشخصية، مؤكداً أنها منتجات مرخصة من قبل المملكة. وأشار إلى أن التسويق لا يتعارض مع وظيفة أخرى لأنه لا يتقيد بزمان ومكان، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المتاجر الشخصية تعرض منتجات لشركات مختلفة لا تعد ولا تحصى. وبيّن أن له صفحة في الفيسبوك لعرض منتجات الشركة التي يسوق لها، تضم أكثر من 2000 من الأعضاء، منوهاً إلى أن اتصالات كثيرة يتلقاها كل يوم للاستفسار عن المنتجات. وقال إن هذه الاتصالات تشمل الجنسين رجالاً ونساء. وقال إن فريق التسويق لديه وصل إلى 200 مسوق ويضم شباباً وفتيات. وقال إن أكثر المنتجات التي قام بتسويقها معجون للأسنان ومزيل للعرق، مبيناً أن الشركة تكرم أعضاءها في مقرها بالخبر شهرياً على مدار العام، حسب ترقيتهم في المراتب، مبيناً أنه سعيد بما حققه من نجاح. وبيّن أن التسويق الإلكتروني أصبح مصدراً للدخل لدى كثيرين من العاطلين والنساء الجالسات في بيوتهن وكذلك للطلاب الجامعيين الذين يتسلمون مكافآت تصل أكثر من عشرة أضعاف. أما المسوقات اللاتي يعملن تحت مسؤوليتي فهن متكفلات بأيتام واستطعن من خلال هذه المهنة تحسين حالتهن المادية ومعيشتهن. فيما وجد كثير من العاطلين فرصاً رائعة للكسب المشروع من خلال التسويق الإلكتروني. أما حسين الشومري، وهو وكيل مبيعات بمرتبة مدير دولي، فبيّن أنه التحق بالتسويق الشبكي عن طريق مسوق آخر أوصل إليه الفكرة، مبيناً أن الأمر في بدايته لم يكن مقنعاً لأنه كانت لديه فكرة سلبية عنه، حيث كان يعتبره نوعاً من النصب والاحتيال. لكنه بدأ التحقق من صحة المنتجات بعرضها على بعض المختبرات في الرياض، كما ساهم وجود ختم الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس على منتجات الشركة في زيادة ثقته فيها. وعلم لاحقاً أن للشركة فروعاً في بعض مناطق المملكة. ولم يكتف بذلك، بل قام باستخدام عينة من منتجاتها وجربها بنفسه، كما جربها بعض الأفراد وثبتت فعاليتها. وأشار إلى أنه أقنع بعض الأطباء بفكرة التسويق الشبكي وشجعهم على مشاركته في التسويق، لافتاً إلى أن من تجاربه على فعالية أحد المنتجات هو استخدام عمه لمنتج متخصص في شد الترهلات. وكان قد ظهرت على جسده بعض الترهلات بعد أن مارس الرياضة في إحدى صالات الجيم وتمكن من تخفيض وزنه، وأخبره المدرب أن هذه الترهلات سوف تزول بعد ستة أشهر من التمارين الرياضية، ولكن بعد أن استخدم مجموعة شدّ الترهلات كانت النتيجة مذهلة بأن تقلصت الترهلات 4 سنتيمترات، مضيفاً أن هناك فتاة تقلصت الترهلات لديها إلى 5 سنتيمترات من ثاني استخدام. وقال الشومري هناك حالة أخرى لإحدى الفتيات كانت قد وضعت توأماً وراجعت إحدى المستشفيات الخاصة للتخلص من آثار الترهلات الناتجة عما بعد الولادة، وفي المستشفى أخبروها أن هذه الترهلات لن تزول إلا بالليزر، ولم تقتنع، وبعد أن عرضتُ المنتج عليها استشارت زوجها ووافق واستخدمته لمدة شهر واندهشا من مفعول المنتج وساهمت لاحقاً في التسويق لهذا المنتج كمسوق جديد. وقال إنه يجرب هذا المنتج حالياً على 18 شخصاً من أقربائه وأصدقائه من الجنسين ويتابع حالاتهم وقد ظهر مفعوله لدى 7 أفراد استخدموه وينتظر أن يستخدمه الباقون. وقال إن الشركة لديها خبرة في مجالها منذ 34 عاماً، ولم يتضرر منها أحد، لافتاً إلى أن هناك ضوابط لاستخدام هذا المنتج. وأشار إلى أن هناك منتجات شبيهة له في الصيدليات ولكنها ليست بنفس الفعالية والقوة، لافتاً إلى أن هناك فتاتين تسوقان معه و5 من الشباب. وتصرف الشركة عمولات وحوافز لمسوقيها، ووصل هو الآن إلى نفس درجة الشخص الذي ألحقه بالشركة، وأصبح يتقاضى النسبة كاملة، ولا يأخذ الشخص الذي ألحقه بالشركة شيئاً منها. من جانبه، قال توفيق العمر إنه جرّب بعض المنتجات لمدة 8 أشهر كالصابونة ومعجون الأسنان والشامبو قبل أن يعرضها على أخواته وقبلنه بعد أن شاهدن فوائده وأصبحن يطلبنه باستمرار، ما حدّ به إلى الالتحاق بفريق المسوقين لكي يستفيد من التخفيض الذي يمنح على السلع التي يشتريها. وقال إن من فوائد الصابونة أنها تزيل السواد الذي يطرأ على الرقبة والمفاصل والركب. وعن كيفية تعامله مع الزبائن، يقول مصطفى الحجي، وكيل مبيعات بمرتبة مدير دولي، أشترط أن يودع العميل سواء داخل السعودية أو خارجها، المبلغ المقابل للسلعة في حسابي، وبعدها بيوم أشحن له البضاعة وتصل له بعد يوم أو يومين. وأشار إلى أن أغلب الزبائن يخافون من إيداع المبلغ في الحساب ولكن بعد أن يثقوا بي يودعون المبلغ في حسابي. وقال إن النساء أكثر ثقة بي من الرجال في مسألة إيداع المبلغ في الحساب. وتقول أم خالد إن منتج شدّ الترهلات عرض عليها، لكنها رفضت استخدامه بحجة أنها لا تثق بالمنتجات التي تعرض على شبكة التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنها تخاف من الآثار السلبية المستقبلية للمنتج، لافتا إلى أن زوجها أيضاً رفض أن تستخدمه. كذلك رفضت أم محمد استخدام منتج شدّ الترهلات لعدم وجود شخصية مجربة تثق فيها، لكنها عندما جربته، لاحظت جدواه، لافتة إلى أن بعض الآثار السلبية لبعض المنتجات لا تظهر إلا بعد 10 سنوات لذا من الصعب استخدامه حتى بعد أن أكدت المسوقة لها عدم وجود آثار سلبية للمنتج وأن الشركة تسوق هذا المنتج منذُ أكثر من 10 سنوات. مشيرة إلى أن بإمكانها أن تستخدم المنتج بعد أن تجد جدواه على فتاة تثق فيها وتكون أمضت أكثر من 10 سنوات تستخدمه. وأضافت أنه ليس كل المنتجات تحتاج إلى هذه المدة الطويلة لمعرفة أثرها فلا يحتاج بعضها أكثر من شهر فيما يحتاج بعضها إلى يوم واحد، فهذا يعتمد على المنتج. ولفتت إلى أنها تدخل على مواقع هذه الشركات وتضيف مسوقات من أجل حب الاستطلاع فقط. وتقول أم رضا، مسوقة، قالت كنت أنا وزوجي مبتعثين إلى أمريكا وبعد انتهاء الدراسة لم نجد أي عمل ولديّ ولدان ولا يوجد دخل لنا وبعد أن شاهدت إعلاناً لأحد المسوقين على صفحته في فيسبوك اشتريت أحد المنتجات وبعدها عرض علىّ أن أكون إحدى المسوقات ودخلت هذه المهنة بالفعل، ودخل معي زوجي واستطعنا بفضل عائدها أن نستأجر شقة وننفق علينا وبعد ستة أشهر تم تعيين زوجي فيها. وأشارت إلى أنها وزوجها قدما على إعانة حافز ولكن حرمنا منها بسبب أحد شروطها، التي تمثلت في ضرورة قضاء المبتعث 10 أشهر في المملكة بعد انتهاء ابتعاثه. وقالت إنها استفادت كثيراً من هذه الوظيفة. ** وتبقى الفرص العملية متاحة لمن يتيح لعقله حرية التفكير، ويسمح لنفسه بحرية أكبر في الحركة، شريطة أن لا يتم التورط في عمل غير موثوق منه.