تعد مفردات ومضامين الخطاب السياسي إحدى الأدوات السياسية لكسب المؤيدين، وتعديل مواقف المعارضين في المعارك السياسية مثل الانتخابات، حيث يعكس الخطاب السياسي للمرشح شخصيته وثقافته ومواقفه السياسية تجاه القضايا التي تهم الناخبين، وتختلف مفردات ومضامين الخطاب السياسي للمرشح المحتمل المشير عبدالفتاح السيسي عن مفردات حمدين صباحى، حيث تغلب الرومانسية على خطاب «السيسي»، عندما يتوجه بخطابه إلى الداخل المصري، ويتّسم بالحسم في قضايا الأمن القومي المصري، فيما تسيطر اللغة الخطابية والشعارات على خطاب حمدين صباحي، ويصنف في أدبيات علماء البلاغة واللغة ب»الحنجورى»، ويتكشف ذلك من خلال رصد وقراءة خطاب المرشحين خلال الفترة الماضية، حيث بدا أن المشير «السيسي» لا يميل إلى استخدام الشعارات أو الألفاظ الرنانة، ويعتد على العبارات ذات الدلالات الوطنية، مثل عبارته الشهيرة «مصر أم الدنيا وهاتبقى قد الدنيا»، كما يعتمد على الهدوء فى خطابه والصوت المنخفض المفعم بالدفء الإنسانى والنعومة؛ ممّا أكسبه «رومانسية» تجذب المستمع إليه، كما في نبراته ونظراته مسحة حزن تجلب له التعاطف، ويجيد «السيسي» مخاطبة عواطف وعقول المصريين، مثل ما ورد فى بعض عباراته: «مش ممكن حد يرهب أهالينا أو يروعهم.. ده إحنا نموت أحسن»، «إنتو مش عارفين إن إنتو نور عنينا»، «قبل إنتو ما تتألموا إحنا نموت الأول لكن إنتو ما تتألموش»، «حد يندهش ليه إحنا بنحبكم وليه إحنا تحت أمركم»، «حد ييجى جنب المارد اللى اسمه مصر وينهش في لحمه». في الاتجاه الآخر تسيطر على خطاب حمدين صباحي الشعارات والصوت العالي والحماسة الزائدة ممّا يفرغ الخطاب من مضامينه، ويصنف ضمن فئة الخطابة «والهتافية»، وتعكس بعض أقوال «صباحي» تمجيد الذات مثل: «حمدين.. واحد مننا»، كما يستخدم بعض التعبيرات الدينية لجذب المؤيدين للإسلاميين، ويكثر من الانفعال والعصبية؛ ممّا يجعل حديثه أقرب إلى الصراخ من الخطاب الإعلامى الهادف بسبب كثرة مشاركاته فى المؤتمرات الجماهيرية.